الذين قتلوا عقبة بن نافع ، فسار إليهم بنفسه فقتل وسبى ، وهرب ملكهم كسيلة (١).
يقال : بلغ سبيهم عشرين ألفا (٢).
قال ابن جرير (٣) : وفيها أصاب أهل الشام الطاعون حتى كادوا يفنون من شدّته.
وقال غيره : فيها كان مصرع (قطريّ بن الفجاءة) واسم الفجاءة جعونة ـ بن مازن بن يزيد التميميّ المازنيّ أبو نعامة ، خرج في زمن مصعب بن الزبير ، وبقي بضع عشرة سنة يقاتل ويسلّم عليه بالخلافة وبإمرة المؤمنين ، وتغلّب على بلاد فارس.
ووقائعه مشهورة ، قد ذكر منها المبرّد قطعة في (كامله) (٤).
وقد سيّر الحجّاج لقتاله جيشا بعد جيش وهو يهزمهم.
وحكي عنه أنّه خرج في بعض الحروب على فرس أعجف ، وبيده عمود خشب ، فبرز إليه رجل ، فكشف قطريّ وجهه ، فولّى الرجل ، فقال : إلى أين؟ قال : لا يستحي الإنسان أن يفرّ من مثلك (٥).
توجّه لقتاله سفيان بن الأبرد الكلبيّ ، فظهر عليه وظفر به وقتله (٦).
وقيل : بل عثرت به فرسه فاندقّت فخذه ، فلذلك ظفروا به بطبرستان ، وحمل رأسه إلى الحجّاج (٧).
__________________
(١) تاريخ خليفة ٢٧٨ ، ٢٧٩.
(٢) تاريخ خليفة ٢٧٩ وفيه : «وذلك سنة إحدى وثمانين».
(٣) ما في تاريخه ٦ / ٣٢٢ ، والكامل في التاريخ ٤ / ٤٥١.
(٤) الكامل في الأدب ٢ / ٢٥١ وما بعدها.
(٥) وفيات الأعيان ٤ / ٩٣.
(٦) تاريخ الطبري ٦ / ٣٠٩ ، الأخبار الطوال ٢٨٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٧٦ ، الفتوح لابن أعثم ٧ / ٧٩ ، ٨٠.
(٧) تاريخ الطبري ٦ / ٣٠٩ ، وفيات الأعيان ٤ / ٩٤.