حوادث
[سنة ستّ وسبعين]
توفّي فيها : حبّة بن جوين العرنيّ.
وزهير بن قيس البلويّ.
وفيها ، أو في سنة خمس توفّي :
سعيد بن وهب الهمدانيّ الخيوانيّ.
* * *
وفيها خرج صالح بن مسرّح التميميّ ، وكان صالحا ناسكا مخبتا ، وكان يكون بدارا والموصل ، وله أصحاب يقرئهم ويفقّههم ويقصّ عليهم ، ولكنّه يحطّ على الخليفتين عثمان وعليّ كدأب الخوارج ، ويتبرّأ منهما ويقول : تيسّروا رحمكم الله لجهاد هذه الأحزاب المتحزّبة ، وللخروج من دار الفناء إلى دار البقاء ، ولا تجزعوا من القتل في الله ، فإنّ القتل أيسر من الموت ، والموت نازل بكم (١).
فلم ينشب أن أتاه كتاب شبيب بن يزيد من الكوفة فقال : أمّا بعد ، فإنّك شيخ المسلمين ، ولن نعدل بك أحدا ، وقد دعوتني فاستجبت لك ، وإن أردت تأخير ذلك أعلمتني ، فإنّ الآجال غادية ورائحة ، ولا آمن أن تخترمني المنيّة ولم أجاهد الظالمين ، فيا له غبنا ، ويا له فضلا متروكا ، جعلنا الله
__________________
(١) انظر القصّة مطوّلة في : تاريخ الطبري ٦ / ٢١٦ ـ ٢١٨.