وقال هشام بن الكلبي ، عن أبيه قال : شلّت يد مسروق يوم القادسيّة ، وأصابته آمّة (١).
وقال أبو الضّحى ، عن مسروق ، وكان رجلا مأموما (٢) ، فقال : ما أحبّ أنّها ليست بي ، لعلّها لو لم تكن بي ، كنت في بعض هذه الفتن (٣).
وقال وكيع : لم يتخلّف عن عليّ من الصّحابة إلّا سعد ، ومحمد بن مسلمة ، وأسامة بن زيد ، وابن عمر ، ومن التّابعين : مسروق ، والأسود ، والربيع بن خثيم (٤) ، وأبو عبد الرحمن السّلمي.
وقال عمرو بن مرّة ، عن الشّعبيّ قال : كان مسروق إذا قيل له : أبطأت عن عليّ وعن مشاهده ـ ولم يكن شهد معه ـ يقول : أذكّركم الله ، أرأيتم لو أنّه صفّ بعضكم لبعض ، وأخذ بعضكم على بعض السلاح ، يقتل بعضكم بعضا ، فنزل ملك بين الصّفّين فقال هذه الآية : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) (٥) أكان ذلك حاجزا لكم؟ قالوا : نعم ، قال : فو الله لقد نزل بها ملك كريم ، على لسان نبيّكم ، وإنّها لمحكمة ما نسخها شيء (٦).
وقال عاصم بن أبي النّجود : ذكر أنّ مسروقا أتى صفّين ، فوقف بين الصّفّين ، ثم قال : أرأيتم لو أنّ مناديا ، فذكر نحوه ، ثم ذهب.
وعن ابن أبي ليلى قال : شهد مسروق النّهروان مع عليّ.
وقال شريك ، عن أبي إسحاق ، عن عامر قال : ما مات مسروق حتى استغفر الله من تخلّفه عن عليّ.
قال أبو نعيم : توفّي مسروق سنة اثنتين وستّين (٧).
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٧.
(٢) أي به ضربة في رأسه ، كما في طبقات ابن سعد.
(٣) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٧.
(٤) في الأصل «خيثم» والتصحيح من تذكرة الحفاظ للذهبي.
(٥) سورة النساء ـ الآية ٢٩.
(٦) طبقات ابن سعد ٦ / ٧٧ ، ٧٨ ، تاريخ دمشق ١٦ / ٢١٥ أ.
(٧) تاريخ بغداد ١٣ / ٢٣٥.