معاوية أن يدخل المنذر في قبره (١).
وفي «الموطّأ» (٢) عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة أنّها زوّجت حفصة بنت أخيها المنذر بن الزبير ، فلما قدم أخوها عبد الرحمن من الشام قال : ومثلي يصنع به هذا ويفتات عليه! فكلّمت عائشة المنذر ، فقال : إنّ ذلك بيد عبد الرحمن ، فقال عبد الرحمن : ما كنت لأردّ أمرا قضيتيه ، فقرّت حفصة عند المنذر ، ولم يكن ذلك طلاقا.
وقال ابن سعد (٣) : فولدت له عبد الرحمن ، وإبراهيم ، وقريبة. ثم تزوّجها الحسن بن عليّ رضياللهعنهما.
وقال الزبير بن بكّار : لما ورد على يزيد خلاف ابن الزبير ، كتب إلى ابن زياد أن يستوثق من المنذر ويبعث به ، فأخبره بالكتاب ، وقال : اذهب وأنا أكتم الكتاب ثلاثا ، فخرج المنذر ، فأصبح الليلة الثامنة بمكّة صباحا ، فارتجز حاديه :
قاسين قبل الصّبح ليلا منكرا |
|
حتى إذا الصّبح انجلى وأسفرا |
أصبحن صرعى بالكثيب حسّرا |
|
لو يتكلّمن شكون المنذرا (٤) |
فسمع عبد الله بن الزبير صوت المنذر على الصّفا ، فقال : هذا أبو عثمان حاشته الحرب (٥) إليكم (٦).
فحدّثني محمد بن الضّحّاك قال : كان المنذر بن الزبير ، وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام يقاتلان أهل الشام بالنهار ، ويطعمانهم بالليل.
وقتل المنذر في نوبة الحصين ، وله أربعون سنة.
__________________
(١) نسب قريش ٢٤٤.
(٢) في كتاب الطلاق ٣٧٨ رقم ١١٧١ باب ما لا يبين من التمليك.
(٣) قول ابن سعد ليس في ترجمة المنذر. انظر ج ٥ / ١٨٢.
(٤) البيت في نسب قريش :
تركن بالرمل قياما حسّرا |
|
لو يتكلّمن اشتكين المنذرا |
(٥) في نسب قريش «حاشية العرب».
(٦) نسب قريش ٢٤٥.