المرء يهوى أن يعيش |
|
وطول عمر قد يضرّه |
وتتابع الأيام |
|
حتّى ما يرى شيئا يسرّه |
تفنى بشاشته ويبقى |
|
بعد حلو العيش مرّه (١) |
ثم دخل بيته فلم يخرج حتى مات.
وقال يعلى بن الأشدق ، وليس بثقة : سمعت النّابغة يقول : أنشدت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم :
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا |
|
وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا (٢) |
فقال : «أين المظهر يا أبا ليلى»؟ قلت : الجنّة ، قال «أجل (٣) إن شاء الله» ، ثم قلت :
ولا خير في حلم إذا لم تكن له |
|
بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا |
ولا خير في جهل إذا لم يكن له |
|
حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا (٤) |
فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : لا يفضض الله فاك ، مرّتين (٥).
قلت : كان النابغة يتنقّل في البلاد ويمدح الكبار ، وعمّر دهرا ، ومات في أيّام عبد الملك.
قال محمد بن سلّام (٦) : اسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة (٧).
__________________
(١) الأبيات بتقديم وتأخير واختلاف ألفاظ في : الأمالي للقالي ٢ / ٨ ، والمرتضى ١ / ٢٦٦.
(٢) البيت في الأغاني ٥ / ٨ ، ولسان العرف ـ مادة : ظهر ، والاستيعاب ٣ / ٥٨٣ ، والإصابة ٣ / ٥٣٩ ، وجمهرة أشعار العرب ـ طبعة بولاق ، والتذكرة الفخرية ٤٠ ، وديوان النابغة ٦٨ ، ٦٩ ، والشعر والشعراء ١ / ٢٠٨ وأمالي المرتضى ١ / ٢٦٦ ، وأخبار أصبهان ١ / ٧٤.
(٣) في الأغاني : «قل».
(٤) البيتان في : الشعر والشعرا ١ / ٢٠٨ ، ٢٠٩ ، سمط اللآلي ٢٤٧ ، والأغاني ٥ / ٨ ، وشرح شواهد المغني ٢٠٩ ، والاستيعاب ٣ / ٥٨٤ ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٦٦ ، والتذكرة الفخرية ٤١ ، والزاهر ١ / ٢٧٤ ، والإصابة ٣ / ٥٣٩ ، والديوان ٦٨ ، ٦٩ ، وذكر أخبار أصبهان ٧٤ ، وأسد الغابة ٥ / ٣ ، والتذكرة الحمدونية ١ / ٢٦٣ ، ورسائل الجاحظ ١ / ٣٦٤ ، وأدب الدنيا ٢٤٩.
(٥) قال أبو نعيم : رواه داود بن رشيد ، وهاشم بن القاسم الحرّاني ، وعروة العرقي ، وأبو بكر الباهلي ، كلهم عن يعلى بن الأشدق ، وزاد داود بن رشيد : ولا خير في حلم ، البيت ، ولم يذكر داود عمر النابغة وسقوط أسنانه.
(٦) في : طبقات الشعراء ١٠٣.
(٧) وانظر الخلاف في نسبه عند المرزباني في معجم الشعراء ٣٢١.