جبير بن مطعم ، ونافع مولاها ، ونافع مولى ابن عمر ، وابن أبي مليكة ، وعطاء بن أبي رباح ، وخلق سواهم.
وكانت من أجمل النساء ، وطال عمرها ، وعاشت تسعين سنة أو أكثر ، وهي آخر أمّهات المؤمنين وفاة ، وقد حزنت على الحسين رضياللهعنه وبكت عليه ، وتوفّيت بعده بيسير في سنة إحدى وستّين.
وقال بعضهم : توفّيت سنة تسع وخمسين ، وهو غلط ، لأنّ في «صحيح مسلم» (١) أنّ عبد الله بن صفوان دخل عليها في خلافة يزيد.
وأبوها أبو أميّة يقال : اسمه حذيفة ويلقّب بزاد الراكب ، وكان أحد الأجواد ، ووهم من قال اسمها رملة.
وروى عطاء بن السّائب ، عن محارب بن دثار أنّ أمّ سلمة أوصت أن يصلّي عليها سعيد بن زيد ، وروي أنّ أبا هريرة صلّى عليها ، ودفنت بالبقيع (٢). وهذا فيه نظر لأنّ سعيدا وأبا هريرة توفّيا قبلها ، والله أعلم.
ابن سعد : أنبأ محمد بن عمر ، أنبأ ابن أبي الزّناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : لما تزوّج النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أمّ سلمة حزنت حزنا شديدا ـ لما ذكروا لها من جمالها ـ فتلطّفت حتّى رأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال ، فذكرت ذلك لحفصة ـ وكانتا يدا واحدة ـ فقالت : لا والله إنّها الغيرة وما هي كما تقولين إنّها لجميلة ، فرأيتها بعد فكانت كما قالت حفصة ، ولكنّ كنت غيري (٣).
__________________
(١) في الفتن وأشراط الساعة ، رقم (٢٨٨٢) باب الخسف بالجيش الّذي يؤم البيت. من طريق عبيد الله بن القبطية ، قال : دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهما على أم سلمة أم المؤمنين ، فسألاها عن الجيش الّذي يخسف به ، وكان ذلك في أيام ابن الزبير ، فقالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يعوذ عائذ بالبيت ، فيبعث إليه بعث ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم» ، فقلت : يا رسول الله ، فكيف بمن كان كارها؟ قال : «يخسف به معهم» ، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيّته».
(٢) طبقات ابن سعد ٨ / ٩٦.
(٣) طبقات ابن سعد ٨ / ٩٤.