الجيش ، فقال أبو مسلم : ما جئت حتى استبطأتك (١).
وقال سعيد بن عبد العزيز : كان أبو مسلم الخولانيّ يرتجز يوم صفّين ويقول :
ما علّتي ما علّتي |
|
وقد لبست درعتي |
أموت عبد طاعتي (٢) |
وقال إسماعيل بن عيّاش : ثنا هشام بن الغاز ، حدّثني يونس الهرم ، أنّ أبا مسلم الخولانيّ قام إلى معاوية وهو على المنبر ، فقال : يا معاوية ، إنّما أنت قبر من القبور ، إن جئت بشيء كان لك شيء ، وإلّا فلا شيء لك ، يا معاوية ، لا تحسب أنّ الخلافة جمع المال وتفرقته ، إنّما الخلافة القول بالحقّ ، والعمل بالمعدلة ، وأخذ الناس في ذات الله ، يا معاوية ، إنّا لا نبالي بكدر الأنهار إذا صفا لنا رأس عيننا ، إيّاك أن تميل على قبيلة ، فيذهب حيفك بعدلك ، ثم جلس. فقال له معاوية : يرحمك الله يا أبا مسلم (٣).
وقال أبو بكر بن أبي مريم ، عن عطيّة بن قيس قال : دخل أبو مسلم على معاوية ، فقام بين السّماطين فقال : السلام عليك أيّها الأجير ، فقالوا : مه. قال : دعوه فهو أعرف بما يقول ، وعليك السلام يا أبا مسلم ، ثم وعظه وحثّه على العدل (٤).
وقال إسماعيل بن عيّاش : ثنا شرحبيل بن مسلم الخولانيّ أنّه كان إذا دخل الروم لا يزال في المقدّمة ، حتى يؤذن للناس ، فإذا أذن لهم كان في السّاقة ، وكانت الولاة يتيمّنون به ، فيؤمّرونه على المقدّمات (٥).
وقال سعيد بن عبد العزيز : توفّي أبو مسلم بأرض الروم ، وكان قد شتّى
__________________
(١) تاريخ داريا ٦١ ، تاريخ دمشق ٥١١.
(٢) في تاريخ دمشق ٥١٤ :
ما علّتي ما علّتي |
|
أموت عند طاعتي |
وقد لبست درعتي |
(٣) تاريخ دمشق ٥١٦.
(٤) انظر بقية الخبر في تاريخ دمشق ٥١٦. وحلية الأولياء ٢ / ١٢٥.
(٥) تاريخ دمشق ٥٢٢.