قاله ابن الأثير : مقدما في الهندسة وعلم الهيئة كذا ذكره ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه. وسميساط قلعة على الفرات بين قلعة الروم وملطية. وقال الذهبي في سنة ثلاث وخمسين واربعمائة : وابو القاسم السميساطي واقف الخانقاه علي بن محمد بن يحيى السلمي الدمشقي ، روي عن عبد الوهاب الكلابي وغيره ، وكان بارعا في الهندسة والهيئة ، صاحب حشمة وثروة واسعة ومروءة وافرة ، عاش ثمانين سنة انتهى ، وقال الواني : كان مذهب أبيه محمد الاعتزال روى عنه ابنه ، وقال توفي في صفر سنة اثنتين وأربعمائة انتهى ، وكانت هذه الخانقاه دار عبد العزيز بن مروان بن الحكم (١) ابي الأصبغ الأموي أمير المؤمنين وابنه عمر رضياللهعنه وليّ عهد أمير المؤمنين (٢) بعد أخيه ، عبد الملك بعهد مروان (٣) إن صححنا خلافة مروان ، فإنه خارج على ابن الزبير (٤) رضياللهعنهما. ثم انتقلت هذه الدار بعده الى ابنه عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه وذلك مكتوب على عتبة الباب الى اليوم ، روى عن أبيه وأبي هريرة وعقبة بن عامر (٥) وابن الزبير رحمهمالله تعالى. قال ابن سعد (٦) : كان ثقة قليل الحديث. قال عبد العزيز : يا ليتني لم أكن شيئا يا ليتني كنت قبل هذا الماء الجاري ، توفي في جمادى الاخرة سنة خمس وثمانين من الهجرة بحلوان ، وحمل في النيل الى مصر ، وقد بسط الصفدي ترجمته وقال أيضا : عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك بن مروان أبي الأصبغ هو ابن اخت عمر بن عبد العزيز ، داره بالكشك قبلي دار البطيح العتيقة ، ولي نيابة دمشق لأبيه توفي في حدود العشرة والمائة انتهى.
ولما قدم أبو القاسم المذكور أي السميساطي دمشق وسكن بدرب الخزاعية واليه كان يفتح باب هذه الدار ، وعرف الدرب به ، اشترى هذه الدار وبنى بها الصفة القبلية وجنبها لا غير وباقيها ساحة. قال ابن شداد : الخانقاه السميساطية منسوبة لأبي القاسم السميساطي ، ولما ملك تاج الدولة تتش سألوه أن يفتح لها بابا
__________________
(١) شذرات الذهب ١ : ٩٥.
(٢) شذرات الذهب ١ : ١١٨.
(٣) شذرات الذهب ١ : ٧٣.
(٤) شذرات الذهب ١ : ٧٩.
(٥) شذرات الذهب ١ : ٦٤.
(٦) شذرات الذهب ٢ : ٦٩.