دمشق أيام السبوت في الأشهر الثلاثة ، وكان شيخ الخانقاه المجاهدية وبها توفي في هذه السنة ، وكان فاضلا بارعا ، وكان جده يكتب الانشاء للخليفة الناصر ، وأصلهم من بوشنج ، ومن شعر نجم الدين المذكور هذا ، قوله :
اذا زار بالجثمان غيري فانني |
|
أزور مع الساعات ربعك بالقلب |
وما كل ناء عن ديار بنازح |
|
ولا كل دان في الحقيقة ذو قرب |
وقال الصفدي : علي بن اسفنديار بن الموفق ابن أبي علي العالم الواعظ نجم الدين أبو عيسى البغدادي ، ولد سنة ست عشرة وستمائة ، وتوفي رحمهالله تعالى سنة ست وسبعين وستمائة ، وسمع من ابن اللتي والحسين ابن رئيس الرؤساء وابن القبيطي ، وقدم دمشق ووعظ وحصل له القبول التام ، وازدحم الناس على ميعاده لحسن ايراده ولطف شمائله ، ولي مشيخة المجاهدية ، روى عنه ابن العطار وابن الخباز وجماعة ، ودفن بمقابر الصوفية ، وروي أنه استأذن الامام الناصر في الوعظ فلم يأذن له أيام ابن الجوزي. قال القاضي شمس الدين بن خلكان : كان يحكي لي الشيخ نجم الدين الحكاية ثم يعيدها فأتمنى أنه لا يفرغ من حكايته وتنميقه انتهى. وقال الحافظ علم الدين البرزالي في تاريخه في سنة ست وثلاثين وسبعمائة ومن خطه نقلت : وفي يوم الخميس عاشر ذي القعدة توفي الشيخ الحافظ الصالح المحدث شهاب الدين محمد بن تاج الدين علي بن أبي بكر الرقي المعروف بابن القدسية بطريق الحجاز الشريف بوادي الأخضر ، ووصل خبره إلى دمشق في منتصف ذي الحجة وكان شيخ الخانقاه المجاهدية ظاهر دمشق ، وله مواعيد حديث يقل بها بجامع دمشق وبالجامع السيفي وبأماكن أخر ، وكان فيه تعبد وانقطاع وكرم وسخاء ، وحج مرات وجاور ، وسمع على عمر ابن القواس ويوسف الغسولي (١) وغيرهما ، وسمع ببعلبك من الشيخ تاج الدين عبد الخالق وحدث انتهى. والله تعالى أعلم.
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٥٨.