ايوب ، وكان اسن من اخيه شير كوه ، وكان شاذي صديقا لكمال الدولة بهروز ، فلما ولي بهروز نيابة بغداد استصحب معه شاذي وأولاده ، ثم أعطاه السلطان قلعة تكريت ، فإنه لم يثق بأمرها بسوى شاذي ، فأرسله اليها فأقام بها مدة إلى أن توفي بها ، ثم تولى عليها ولده نجم الدين ، فقام في أمر القلعة أحسن قيام ، فشكره بهروز وأحسن اليه ، ثم وقع من شيركوه ما أوجب أن بهروز كتب اليهما : لستما على حق وأشتهي أن تخرجا من بدلي ، فخرجا الى الموصل ، فاحسن اليهما اتابك زنكي واكرمهما ، وفي ليلة خروجهما من القلعة ولد صلاح الدين يوسف فتشاء ما به ، فلما ملك زنكي بعلبك استناب بها نجم الدين أيوب ، ووليها لنور الدين أيضا قبل ان يستولي على دمشق ، فولد له بها الملك العادل ابو بكر ، وعمر بها خانقاه للصوفية ، ولما توجه اخوه اسد الدين الى مصر وغلب عليها كان نجم الدين في خدمة نور الدين بدمشق ، فلما ولي الوزارة صلاح الدين سيره نور الدين الى ابنه صلاح الدين ، فدخل القاهرة في رجب سنة خمس وستين ، وخرج العاضد للقائه ، وترجل ولده في ركابه ، وكان يوما مشهودا ، ولما خرج صلاح الدين لحصار الكرك خرج نجم الدين في بعض الأيام من باب النصر فشب به فرسه فرماه فحمل الى داره ، وبقي تسعة ايام ، ومات في ذي الحجة ودفن الى جانب اخيه اسد الدين بالدار ، ثم نقلا الى المدينة الشريفة في سنة تسع وسبعين ودفنا بتربة الوزير جمال الدين الجواد (١). وكان نجم الدين رجلا خيرا مباركا ، كثير الصدقات سمحا ، وافر العقل ، قليل الكلام جدا ، لا يتكلم إلا عن ضرورة ، وكان يلقب بالأجل الأفضل ، ولأيوب من الأولاد : صلاح الدين يوسف ، والعادل ابو بكر ، وشمس الدولة ، وتوران شاه (٢) صاحب اليمن ، وشاهنشاه والد صاحب بعلبك فرخشاه وصاحب حماة تقي الدين عمر بن شاهنشاه ، وسيف الاسلام طغتكين (٣) صاحب اليمن ، وتاج الملوك بوري وهو اصغرهم ، وست الشام ، وربيعة خاتون ، وشاذي اسم اعجمي معناه فرحان ودوين بضم الدال وكسر الواو بلدة بآخر اذربيجان تجاور بلاد الكرج ، وله بمصر خانقاه ومسجد
__________________
(١) ابن كثير ١٢ : ٢٦٧.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ٢٥٥.
(٣) شذرات الذهب ٤ : ٣١١.