في أمرهم فلا يتبين للناس أي القسمين حالهم والله تعالى أعلم انتهى كلام الأسدي رحمهالله تعالى. وقال الشيخ شهاب الدين بن العماد في كتاب الانتقاد على طائفتي الشهود والاعتقاد. فرع : جهلنا فسق الشاهد ولكن رأيناه يظهر الكرامات والمشي على الماء والطيران في الهواء وغير ذلك ، لم ينعقد النكاح به لثلاثة أوجه : الأول انه يجوز إظهار الكرامة على الكافر كما ظهرت على يد السامري في رؤيته لفرس جبريل عليهالسلام دون بني إسرائيل حتى أخذ من تراب موضع حافر فرسه ، الثاني أن الولي يجب عليه إخفاء الكرامة كما صرح به أبو محمد في أول كتابه في اللطائف والحكم ، الثالث لو رأيت صاحب بدعة يطير في الهواء لم أقبله حتى يتوب من بدعته ، ذكره أبو نعيم (١) في ترجمة الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه انتهى. وقال الذهبي في سنة عشرين وثلاثمائة من مختصر تاريخه : وفيها مات زاهد الشام أبو عمر الدمشقي ، وكان يقول : فرض على الولي كتمان الكرامات لئلا يفتتن بها انتهى.
وقال أبو يزيد البسطامي (٢) رحمهالله تعالى : لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وآداب الشريعة انتهى. وقال ابن كثير في سنة ست وسبعمائة : الشيخ الجليل سيف الدين الرجيحي بن سابق بن هلال بن يونس شيخ اليونسية بمقامهم ، صلّي عليه سادس شهر رجب بالجامع ثم أعيد إلى داره التي سكنها داخل باب توما ، وتعرف بدار أمين الدولة فدفن بها ، وحضر جنازته خلق كثير من الأعيان والقضاة والأمراء ، وكانت له حرمة كبيرة عند الدولة وعند طائفته ، وكان ضخم الهامة جدا ، محلوق الشعر ، وخلف أموالا وأولادا انتهى. وقال في السنة التي قبلها : وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ عيسى بن الشيخ سيف الدين الرجيحي بن سابق ابن الشيخ يونس القنيي ودفن بزاويتهم التي بالشرف الشمالي بدمشق غربي الوراقة والعزية يوم الثلاثاء تاسع المحرم انتهى. وقال في سنة سبع وعشرين وسبعمائة : وفي ذي القعدة توفي الشيخ فضل ابن الشيخ
__________________
(١) شذرات الذهب ٣ : ٢٤٥.
(٢) شذرات الذهب ٢ : ١٤٣.