الطريق بمقبرة باب الفراديس وقد قارب الثمانين ظنا مني رحمهالله تعالى ، وكان قد عزل شيخنا شيخ الإسلام قاضي القضاة محيي الدين عبد القادر بن عبد الرحمن بن عبد الوارث البكري المصري المالكي في سنة سبع أو ثمان وستين ، روى عنه موطأ الإمام مالك رضي الله تعالى عنه وصحيح مسلم وغيرهما ، وسار في القضاء بحرمة وافرة ومراتب حافلة ، حتى أن شيخنا قاضي القضاة جمال الدين الباعوني كان يتأيد به ويستعين ، واستمر كذلك إلى أن توفي رحمهالله تعالى في يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الأولى سنة أربع وسبعين المذكورة ، ثم ولي بعده قاضي القضاة كمال الدين محمد بن أحمد العباسي الحموي ثم الدمشقي ، واستمر إلى أن عزله وكيل السلطان البرهان النابلسي في جمادى الأولى سنة ثمانين. ثم ولي قضاء القضاة شهاب الدين أحمد بن المريني المغربي في يوم الخميس سابع عشر جمادى الأولى منها ، وفي يوم الجمعة عيد الأضحى بعد صلاتها بالأموي صلي على قاضي قضاة المالكية بدمشق شهاب الدين أحمد بن المريني ، بكسر الميم والراء المهملة المخففة بعدها ياء آخر الحروف ثم نون ثم ياء النسبة ، من سنة ست وتسعين ، أتى إلى دمشق بعد الستين وثمانمائة فقيرا ، له بعض اشتغال في العلم فاستعان به قاضي القضاة جمال الدين الباعوني في البيمارستان النوري فظهرت أمانته وديانته ، فكان السبب في ترقيته ، فاشتغل في غضون ذلك بدمشق ، ورافقته في الاشتغال على الشيخ علي حجي العجمي المقيم يومئذ بالمدرسة الشامية الجوانية مدة يسيرة ، وهو إذ ذاك نائب الحكم لقاضي القضاة شهاب الدين التلمساني ، ثم لقاضي القضاة محيي الدين بن عبد الوارث ، وفي سنة خمس وتسعين المذكورة صودر بولده ، ثم في آخر سنة ست وتسعين المذكورة سافر إلى قسم الصرفند ، ووقف المالكية ، فتمرض ببلد القرعون ، وتوفي بعد الظهر يوم عرفة ، وحمل منها إلى دمشق ، ودخل به ليلة العيد من باب المدينة إلى منزله ، وكانت جنازته مشهودة ، ومشى فيها النائب إلى مقبرة باب الصغير ، ودفن غربي جامع جراح بقربه ، وهو في عشر الثمانين ظنا مني ، وفي شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وثمانمائة ورد كتاب من مصر إلى دمشق بأن وظيفة قضاء المالكية بدمشق