ابن كجك التركماني ، وبكتكين بفتح الموحدة وسكون الكاف وكسر التاء المثناة من فوق والكاف وسكون المثناة من تحت وبعدها نون ، وهو اسم تركي ، وكجك لفظ عجمي ومعناه بالعربي صغير أي صغير القد انتهى ملخصا. وقال ابن شداد : أول من خطه الحاج علي الفامي من محلة مسجد القصب خارج باب السلامة ، ثم بلغ مظفر الدين كوكبوري صاحب اربل أن الحنابلة بدمشق شرعوا في عمل جامع بسفح قاسيون وانهم عاجزون عن العمل فسير مع حاجب من حجابه يسمى شجاع الدين الاربلي ثلاث آلاف دينار اتابكية لتتميم العمارة ومهما فضل من ذلك يشترى له وقف ويوقف عليه ، وأول من ولي خطابته الشيخ أبو عمر المقدسي انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة سبع وستمائة في ترجمة الشيخ أبي عمر باني المدرسة : وولي خطابة الجامع المظفري ، وهو أول من خطب به ، وكان يخطب وعليه لباسه الضعيف ، وعليه أنوار الخشية والتقوى ، وإنما كان للمنبر الذي فيه ثلاث مراقي والرابعة للجلوس كما كان المنبر النبوي ، وقد حكى أبو المظفر أنه حضر عنده الجمعة وكان الشيخ عبد الله اليونيني هناك حاضرا ، فلما انتهى الشيخ أبو عمر الى الدعاء للسلطان قال : اللهم أصلح عبدك الملك العادل سيف الدين أبا بكر بن أيوب ، فنهض الشيخ أبو عبد الله وترك الجمعة ، قال : فلما فرغنا ، ذهبت إليه ، فقلت لماذا قمت؟ فقال : يقول لهذا الظالم العادل؟ فبينما نحن في الحديث إذ أقبل الشيخ أبو عمر ومعه رغيف وخيارتان فكسّر ذلك ، وقال : الصلاة ثم قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : (بعثت في زمن الملك العادل كسرى) فتبسم الشيخ أبو عبد الله ومديده فأكل ، فلما قام الشيخ ابو عمر ، قال لي يا سيدنا ما هذا إلا رجل صالح. قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة : كان الشيخ أبو عبد الله من الصالحين الكبار ، وقد رأيته ، وكانت وفاته بعد أبي عمر بعشر سنين ، ولم يسامح الشيخ أبا عمر في تساهله مع ورعه ، ولعله كان مسافرا لا جمعة عليه ، وعذر الشيخ أبي عمر أن هذا قد جرى مجرى الاعلام العادل الكامل الاشرف ، كما يقال سالم وغانم ومسعود ومحمود وقد يكون ذلك على الضد من تلك الاسماء ، وكذلك إطلاق العادل ونحوه انه قد ادخل إطلاقه على المشترك