مدرسة سيف الاسلام أخي صلاح الدين يوسف بن أيوب بالقرب من مدرسة الرواحية داخل باب الفراديس انتهى. واما والد شرف الاسلام فقال الذهبي في العبر في سنة ست وثمانين وأربعمائة : والشيخ أبو الفرج الشيرازي عبد الواحد ابن محمد بن علي الواعظ الفقيه القدوة ، سمع بدمشق من أبي الحسن علي السمسار (١) وأبي عثمان الصابوني (٢) وتفقه ببغداد زمانا على أبي يعلى (٣) ونشر بالشام مذهب الامام أحمد رضي الله تعالى عنه ، وتخرج به الأصحاب ، وكان إماما عارفا بالمذهب والفقه والأصول ، صاحب حال وعبادة وتأله ، وكان تتش صاحب الشام يعظمه لأنه كاشفه مرة ، توفي رحمهالله تعالى في ذي الحجة ، وفي ذريته مدرسون وعلماء انتهى. وقال ابن مفلح في طبقاته : عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي الشيرازي ثم الدمشقي الفقيه الواعظ المفسر شرف الاسلام ابن شيخ الاسلام ، توفي والده رحمهالله تعالى وهو صغير فاشتغل بنفسه وتفقه وبرع وناظر وأفتى واشتغل عليه جماعة كثيرون ، وكان فقيها بارعا وواعظا فصيحا وصدرا معظما ذا حرمة وحشمة وسؤدد ورياسة ووجاهة وجلالة وهيئة ، قال يوسف بن محمد بن مقلد التنوخي : سمعته بدمشق ينشد على الكرسي في جامعها وقد طالب وقته.
سيدي علل الفؤاد العليلا |
|
واحيني قبل أن تراني قتيلا |
ان تكن عازما على قبض روحي |
|
فترفق بها قليلا قليلا |
وله تصانيف كثيرة منها المنتخب في الفقه مجلدان ، والمفردات والبرهان في أصول الدين ، حدث عن أبيه ببغداد ودمشق ، وسمع منه أبو بكر ابن كامل ، وبنى مدرسة بدمشق يقال لها الحنبلية ، وجرى له أمور في بنائها ، توفي رحمهالله تعالى في ليلة الأحد سابع عشر صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة ودفن عند والده بمقابر الشهداء بباب الصغير انتهى.
وأما والده فقال فيه أيضا : عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي
__________________
(١) شذرات الذهب ٣ : ٢٥٢.
(٢) شذرات الذهب ٣ : ٢٨٢.
(٣) شذرات الذهب ٣ : ٣٠٦.