غالب إقامته بجامع دنكز ، وقيل إنه كان ينتظر أن يحصل منه له شيء ، فمات بدمشق في خامسه أو سادسه ، وكان عاريا من العلم جدا ، ولسانه ثقيل جدا لا يكاد يفهم كلامه ، وقيل إنه كان عفيفا في القضاء ، ولما مات وجد له شيء من الدنيا ولم يظهر فقيرا على ما كان يظن به ، وقد غلب عليه الشيب انتهى. وقال في ذي القعدة سنة أربع وعشرين وثمانمائة وممن توفي في هذا الشهر : جلال الدين محمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أبي عبد الله محمد ابن الفقيه تقي الدين عبد الله بن شمس الدين المعروف والده بابن التقي الحنبلي توفي والده في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وهذا صغير ، فكتب باسمه واسم أخيه الكبير تدريس الحنبلية وغيره ، ثم اخرج عنهما تدريس الحنبلية واشتغل هذا يسيرا ، وناب عن أخيه في قضاء طرابلس مدة ، وكان عنده سذاجة وانجماع عن الناس ، توفي رحمهالله تعالى يوم الاثنين سادسه بقرية المنصورة وقف الحنابلة ، خرج أبو القاسم فمات هناك شبه الفجأة ودفن هناك انتهى. ثم ولي تدريسها ونظرها قاضي القضاة برهان بن مفلح وقد مرت ترجمته في المدرسة الجوزية. فوائد :
الأولى : قال الأسدي رحمهالله تعالى في ترجمة الحافظ ، عبد القادر الرهاوي ، في سنة اثنتي عشرة وستمائة وكتب بخطه الكثير من الكتب والأجزاء ، وأقام بدمشق بمدرسة ابن الحنبلي مدة حتى نسخ تاريخ ابن عساكر بخطه انتهى. وبسط ترجمته وفيها فوائد كثيرة.
الثانية : سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن موسى ابن خليل البغدادي الازجي الفقيه المحدث ، رحل إلى دمشق فقرأ صحيح البخاري على الحجار بالحنبلية ، وحضر قراءته الشيخ تقي الدين بن تيمية وخلق كثير ، توفي مطعونا في طريق الحج قبل دخوله إلى الميقات ، ودفن بتلك المنزلة ومعه نحو خمسين نفسا سنة تسع وأربعين وسبعمائة ، لخصته من طبقات الحنابلة لابن مفلح رحمهالله تعالى.
الثالثة : الوقف عليها البستان والحصة في الحولة والأرض في جهة حلبون