والخانقاه ، ثم لما مات الأمير سعد الدين زوجها من الملك مظفر الدين صاحب إربل ، فأقامت عنده بإربل أزيد من اربعين سنة حتى مات ، ثم قدمت دمشق فسكنت في دار العقيقي هي دار أبيها أيوب حتى كانت وفاتها في هذه السنة وقد جاوزت الثمانين ، ودفنت بقاسيون ، وكان في خدمتها الشيخة الصالحة العالمة أمة اللطيف بنت الصالح الحنبلي وكانت فاضلة لها تصانيف ، وهي التي أرشدتها إلى وقف المدرسة الصاحبة بقاسيون على الحنابلة انتهى. وسيأتي في المدرسة العالمة أنها صودرت لأجلها.
وقال الصفدي رحمهالله تعالى في حرف الراء : ربيعة خاتون بنت نجم الدين أيوب بن شادي اخت الناصر والعادل ، تزوجت بالأمير سعد الدين مسعود ابن الأمير معين الدين أنر ، فلما مات تزوجت بالملك المظفر صاحب إربل ، فبقيت عنده بإربل فلما مات قدمت إلى دمشق وفي خدمتها العالمة أمة اللطيف بنت الناصح بن الحنبلي ، فأحبتها وحصل لها من حبها أموال عظيمة وأشارت عليها ببناء المدرسة الصاحبة بسفح قاسيون ، فبنتها ووقفتها على الناصح والحنابلة ، وتوفيت بدمشق سنة ثلاث وأربعين وستمائة في دار العقيقي التي صيرت المدرسة الظاهرية ، ودفنت بمدرستها تحت القبور ، ولقيت العالمة بعدها شدائد من الحبس ثلاث سنين بالقلعة والمصادرة ، ثم تزوج بها الأشرف صاحب حمص ابن المنصور (١) ، وسافر بها إلى الرحبة وتوفيت هناك سنة ثلاث وخمسين وستمائة ، ولربيعة عدة محارم سلاطين ، وهي اخت ست الشام الآتي ذكرها إن شاء الله في حرف السين انتهى. واستولى الصاحب معين الدين ابن الشيخ على موجودها فلم يمنع وعاش بعدها ايام قلائل.
وقال ابن خلكان رحمهالله تعالى : كانت وفاتها بدمشق ، وغالب ظني أنها جاوزت ثمانين سنة ، وأدركت من محارمها الملوك من اخوتها وأولادهم أكثر من خمسين رجلا ، فإن إربل كانت لزوجها مظفر الدين والموصل لأولاد ابنها ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٣١١.