والقاضيين الشهرزوري وابن أبي عصرون ، وكانت وفاته في سابع شهر ربيع الأول من هذه السنة. وتوفي أخوه العز بعده في ذي الحجة ودفن بمدرسته التي بالجبل انتهى. وقال ابن مفلح في طبقاته : عمر بن أسعد بن المنجا بن بركات ابن المؤمل التنوخي القاضي شمس الدين ابو الفتوح وأبو الخطاب ابن القاضي وجيه الدين تفقه على والده ، وسمع من عبد الوهاب ابن أبي حبة (١) وقدم دمشق وسمع بها من القاضي أبي سعد بن أبي عصرون والقاضي ابي الفضل الشهرزوري وببغداد من ابن سكينة (٢) وغيره ، وأفتى ودرس ، وكان عارفا بالقضاء ، بصيرا بالشروط والحكومات والمسائل الغامضات ، درس بالمسمارية وحدث ، وروى عنه البرزالي ومجد الدين بن العديم ووزيرة ابنته وهي خاتمة من روى عنه بالسماع ، وأجاز لابن الشيرازي ، وفي المستوعب حاشية انه نقل عن والده ان مراد الأصحاب بقولهم يؤجل العنين سنة يراد بها السنة الشمسية لا الهلالية لأن الشمسية تجمع الفصول الأربعة توفي رحمهالله تعالى في سابع عشر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وستمائة ، ودفن بسفح قاسيون انتهى. وقال فيها : عثمان بن أسعد بن المنجا بن بركات بن المؤمل التنوخي الفقيه المدرس عز الدين أبو عمر ، سمع ببغداد من ابن يونس وابن سكينة ، وبمصر من البوصيري ويوسف بن الطفيل (٣) ، وحدث ، وسمع منه الحافظ ابن الحاجب وابن الحلوانية وجماعة ، وأجاز للقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة ، ودرس بالمسمارية عن أخيه شمس الدين نيابة ، وكان تاجرا ذا مال وثروة ، توفي رحمهالله تعالى في مستهل ذي الحجة سنة مات اخوه عام احدى وأربعين وستمائة انتهى. ثم درس بها الشيخ وجيه الدين أبو المعالي محمد بن عز الدين عثمان بن وجيه الدين أسعد بن المنجا وأخوه زين الدين أبو البركات المنجا بعد وفاة عمهما شمس الدين سنة إحدى وأربعين ، وقد مرت ترجمة الشيخ وجيه الدين هذا في دار القرآن الوجيهية ، قال الذهبي في ذيل العبر في سنة إحدى وسبعمائة : ومات الشيخ وجيه الدين محمد بن عثمان بن المنجا التنوخي ، رئيس الدماشقة عن إحدى وسبعين
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٢٩٣.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ١٢٤.
(٣) شذرات الذهب ٤ : ٣٤٤.