يقولون ، واكشفهم عمّا يعتقدون في خلق الله وإحداثه. ولعلمهم أنّي غير مستعين في عمل ولا واثق بمن لا يوثق. فإذا أقرّوا بذلك ووافقوا فمرهم بنصّ من بحضرتهم من الشهود ، ومسألتهم عن علمهم في القرآن ، وترك شهادة من لم يقرّ أنّه مخلوق. واكتب إلينا بما يأتيك عن قضاة أهل عملك في مسألتهم ، والأمر لهم بمثل ذلك» (١).
وكتب المأمون إليه أيضا في إشخاص سبعة أنفس ، وهم : محمد بن سعد كاتب الواقديّ ، ويحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وأبو مسلم مستملي يزيد بن هارون ، وإسماعيل بن داود ، وإسماعيل بن أبي مسعود ، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ. فأشخصوا إليه ، فامتحنهم بخلق القرآن فأجابوه ، فردّهم من الرّقّة إلى بغداد (٢).
وسبب طلبهم أنّهم توقّفوا أولا ، ثم أجابوه تقيّة. وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يحضر الفقهاء ومشايخ الحديث ويخبرهم بما أجاب به هؤلاء السبعة ، ففعل ذلك ، فأجابه طائفة وامتنع آخرون (٣). فكان يحيى بن معين وغيره يقولون : أجبنا خوفا من السيف (٤).
ثم كتب المأمون كتابا آخر من جنس الأول إلى إسحاق ، وأمره بإحضار من امتنع ، فأحضر جماعة منهم : أحمد بن حنبل ، وبشر بن الوليد الكنديّ ، وأبو حسّان الزّياديّ ، وعليّ بن أبي مقاتل ، والفضل بن غانم ، وعبيد الله بن عمر
__________________
(١) راجع نصّ الكتاب بكاملة في :
بغداد لابن طيفور ١٨٥ ـ ١٨٧ ، وتاريخ الطبري ٨ / ٦٣١ ـ ٦٣٤ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢١٨ ، ٢١٩ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ٣٠٨ ، ٣٠٩.
(٢) بغداد لابن طيفور ١٨٧ ، وقد أخطأ ناشره فقال : «وزهير بن حرب ، وأبو خيثمة» فجعلهما اثنين ، وهما واحد إذ أن زهير بن حرب هو أبو خيثمة ، وهذه كنيته ، وانظر : تاريخ الطبري ٨ / ٦٣٤ ، والكامل في التاريخ ٦ / ٤٢٣ ، والعيون والحدائق ٣ / ٣٧٦ ، ونهاية الأرب ٢٢ / ٢٣٣ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٧٢ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢١٩ ، ٢٢٠ ، وتاريخ الخلفاء ٣٠٩.
(٣) بغداد لابن طيفور ١٨٧ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٦٧ ، تاريخ الطبري ٨ / ٦٣٤ ، العيون والحدائق ٣ / ٣٧٦ ، الكامل في التاريخ ٦ / ٤٢٣ ، ٤٢٤ ، نهاية الأرب ٢٢ / ٢٣٣ ، البداية والنهاية ١٠ / ٢٧٢.
(٤) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٢٠ ، تاريخ الخلفاء ٣١٠.