وقال محمد بن سعد (١) : أشخص أبو مسهر من دمشق إلى المأمون ، فسأله عن القرآن فقال : هو كلام الله ، وأبى أن يقول مخلوق. فدعا له بالسّيف والنّطع. فلمّا رأى ذلك قال : مخلوق. فتركه. وقال : أما إنّك لو قلت ذاك قبل أن أدعو لك بالسيف لقبلت منك ورددتك إلى بلادك ، ولكنّك تخرج الآن فتقول : قلت ذلك فرقا من السيف. أشخصوه إلى بغداد فاحبسوه بها حتّى يموت. فأشخص من الرّقّة إلى بغداد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة فحبس ، فلم يلبث إلّا يسيرا حتّى مات في الحبس في غرّة رجب ، فأخرج ليدفن ، فشهده قوم كثير من أهل بغداد (٢).
وقال غيره : عاش تسعا وسبعين سنة (٣).
قلت : حديث «يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم» قال البخاريّ في كتاب «الأدب» له : ثنا عبد الأعلى بن مسهر ، أو بلغني عنه ، ثنا سعيد بن عبد العزيز ، وساق الحديث. وأخرجه مسلم في «صحيحه» عن الصغّانيّ ، عن أبي مسهر.
٢٢٢ ـ عبد الحميد بن إبراهيم (٤) ـ س. ـ
أبو تقيّ الحضرميّ الحمصيّ الضّرير ، وهو أبو تقيّ الكبير.
روى عن : عفير بن معدان ، وعبد الله بن سالم ، وإسماعيل بن عيّاش.
وعنه : عمران بن بكّار البرّاد ، وسليمان بن عبد الحميد البهرانيّ ، ومحمد بن عون الحمصيّون ، وغيرهم.
روى له النّسائيّ حديثا واحدا متابعة ، وقال : ليس بشيء (٥).
__________________
(١) في طبقاته ٧ / ٤٧٣.
(٢) والخبر في : تاريخ بغداد ١١ / ٧٢ ، وتاريخ دمشق ٣٩٥.
(٣) تاريخ بغداد ١١ / ٧٥ ، تاريخ دمشق ٤٠١.
(٤) انظر عن (عبد الحميد بن إبراهيم) في :
الكنى والأسماء للدولابي ١ / ١٣٢ ، والجرح والتعديل ٦ / ٨ رقم ٤١ ، والثقات لابن حبّان ٨ / ٤٠٠ ، والأسامي والكنى للحاكم ، ج ١ ورقة ٩٣ ب ، وتهذيب الكمال (المصوّر) ٢ / ٧٦٤ ، والكاشف ٢ / ١٣٢ رقم ٣١٣٤ ، والمغني في الضعفاء ١ / ٣٦٨ رقم ٣٤٨٠ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٥٣٧ رقم ٤٧٦٢ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ١٠٨ ، ١٠٩ رقم ٢١٨ ، وتقريب التهذيب ١ / ٤٦٦ رقم ٨٠٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ٢٢١.
(٥) تهذيب الكمال ٢ / ٧٦٤ ، وقال في موضع آخر : «ليس بثقة».