قال : كما قال الله : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ (١)).
قال : أمخلوق هو أو غير مخلوق؟
قال : ما يقول أمير المؤمنين؟
قال : مخلوق.
قال : بخبر عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ، أو عن أصحابه ، أو التّابعين؟
قال : بالنّظر. واحتجّ عليه.
قال : يا أمير المؤمنين ، نحن مع الجمهور الأعظم ، أقول بقولهم ، والقرآن كلام الله غير مخلوق.
قال : يا شيخ أخبرني عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم هل اختتن؟
قال : ما سمعت في هذا شيئا.
قال : فأخبرني عنه أكان يشهد إذا زوّج أو تزوّج؟
قال : ولا أدري.
قال : اخرج قبّحك الله ، وقبّح من قلّدك دينه ، وجعلك قدوة (٢).
وقال أبو حاتم الرازيّ : ما رأيت أحدا في كورة من الكور أعظم قدرا ولا أجلّ عند أهلها من أبي مسهر بدمشق.
وكنت أرى أبا مسهر إذا خرج إلى المسجد اصطفّت النّاس يسلّمون عليه ويقبلون يده (٣).
قال أحمد بن عليّ بن الحسن البصريّ : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث ، وقيل له إنّ أبا مسهر كان متكبّرا في نفسه ، فقال : كان من ثقات النّاس. رحم الله أبا مسهر لقد كان من الإسلام بمكان حمل على المحنة فأبى ، وحمل على السيف مدّ رأسه وجرّد السيف فأبى. فلمّا رأوا ذلك منه حمل إلى السجن فمات (٤).
__________________
(١) سورة التوبة ، الآية ٥.
(٢) ترتيب المدارك ٢ / ٤١٨ ، ٤١٩ ، تاريخ دمشق ٣٩٧.
(٣) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ ، تاريخ دمشق ٣٩٣.
(٤) تاريخ بغداد ١١ / ٧٣ ، تاريخ دمشق ٣٩٤.