إله إلّا هو عبد الرّزّاق أغلى (١) في ذلك منه مائة ضعف. ولقد سمعت من عبد الرّزّاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله (٢).
وقال عبد الله بن أحمد (٣) : سألت أبي : أكان عبد الرّزّاق يفرط في التّشيّع؟ فقال : أمّا أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا (٤).
وقال سلمة بن شبيب (٥) ، سمعت عبد الرّزّاق يقول : والله ما انشرح صدري قطّ أن أفضّل عليّا على أبي بكر وعمر (٦).
وقال أحمد بن الأزهر : سمعت عبد الرّزّاق يقول : أفضّل الشيخين بتفضيل عليّ إيّاهما على نفسه ، ولو لم يفضّلهما لم أفضّلهما. كفى بي إزراء أن أحبّ عليّا ثم أخالف قوله (٧).
وقال محمد بن أبي السّريّ : قلت لعبد الرّزّاق : ما رأيك في التفضيل؟
فأبى أن يخبرني.
وقال : كان سفيان يقول : أبو بكر ، وعمر ، ويسكت.
وكان مالك يقول : أبو بكر ، وعمر ، ويسكت (٨).
قال ابن عديّ (٩) : قد رحل إلى عبد الرّزّاق ثقات المسلمين وأئمّتهم ، وكتبوا عنه ، ولم يروا بحديثه بأسا ، إلّا أنّهم نسبوه إلى التّشيّع. وقد روى أحاديث في الفضائل ممّا لا يوافقه عليه أحد من الثّقات ، فهذا أعظم ما ذمّوه من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم.
__________________
(١) في الأصل «أغلا».
(٢) تهذيب الكمال ٢ / ٨٣٠.
(٣) في العلل ومعرفة الرجال ٢ / ٥٩ رقم ١٥٤٥.
(٤) وزاد : «ولكن كان رجلا تعجبه أخبار الناس أو الأخبار». وهو في «الضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ١١٠).
(٥) العلل ومعرفة الرجال ٢ / ٥٩ رقم ١٥٤٦.
(٦) وزاد : «ورحم الله أبا بكر ، ورحم الله عمر ، ورحم الله عثمان ، ورحم الله عليّا ، ومن لم يحبّهم فما هو بمؤمن ، وإنّ أوثق عملي حبّي إيّاهم».
(٧) تهذيب الكمال ٢ / ٨٣٠.
(٨) راجع الخبر بأطول مما هنا في : المعرفة والتاريخ للفسوي ٢ / ٨٠٦.
(٩) في : الكامل في ضعفاء الرجال ٥ / ١٩٥٢.