أو قلتم معناه هذا فاقصدوا |
|
معنى الخطاب بعينه وعيان |
أو قلتم نحن التراجم فاقصدوا الم |
|
عنى بلا شطط ولا نقصان |
أو قلتم بخلافه فكلامكم |
|
في غاية الإنكار والبطلان |
الشرح : لا داء أدوأ من الجهل فهو قاتل لأصحابه شر قتل ، وشفاء هذا الداء العياء في دواء مركب من عقارين اثنين على سواهما هما نصوص الكتاب ونصوص السنة الغراء ولا بد في تحضير هذا الدواء من طبيب نطاسي وعالم رباني بصير بموطن الداء كي تحصل العافية ويضمن الشفاء.
والعلم النافع يرجع إلى أمور ثلاثة ليس لها رابع أولها العلم بأسماء الله عزوجل وصفاته وأفعاله ، فلذلك هو أصل كل علم وأساسه وهو علم الأصول والفقه الأكبر ، والثاني : العلم بأحكامه سبحانه وشرائع دينه من كل ما أمر به ، أو نهى عنه وذلك هو علم الفروع.
والثالث : العلم بشئون المعاد التي أخبر عنها الله ورسوله من البعث والنشور ، والحساب والجزاء ، والصراط والميزان ، والجنة والنار ، وغير ذلك مما ورد الكتاب والسنة بتفصيله.
وهذه العلوم الثلاثة موجودة كلها في القرآن والسنة بأتم بيان وأوضح برهان ، فكل ما يقوله المتحذلقون في هذه الأبواب من العلم مما ليس في كتاب ولا سنة ، فكله فشر وهذيان ، فإن قلتم أن كلامنا هذا هو تقرير لما في الكتاب والسنة فهو لا يحتاج إلى تقريركم فقد قرره الله ورسوله أعظم تقرير.
وإن قلتم أن كلامنا إيضاح له وبيان قلنا بل هو مبين بأتم إيضاح وخير بيان وإن قلتم أنه تلخيص له وإيجاز فهو في إيجازه وقوة عبارته في الدرجة القصوى البالغة حد الإعجاز.
وإن قلتم أنه كشف عن معناه وتوضيح لمقاصده ، فلما ذا لم تقصدوا المعنى المفهوم من الخطاب وذهبتم إلى معان أخر ليست هي التي تتبادر إلى الذهن عند