ذكر العبارة. فإذا كنتم صادقين في دعواكم ترجمته وتفسيره فاقصدوا إلى معناه الذي يدل عليه اللفظ بلا زيادة ولا نقصان. وإن صرحتم بأن كلامكم هذا بخلاف ما في الكتاب والسنة فقد أقررتم على أنفسكم بأن كلامكم في غاية الإنكار والبطلان ، فإن كلام الله ورسوله هو حق كله ، وليس بعد الحق إلا الضلال.
* * *
أو قلتم قسنا عليه نظيره |
|
فقياسكم نوعان مختلفان |
نوع يخالف نصه فهو المحا |
|
ل وذاك عند الله ذو بطلان |
وكلامنا فيه وليس كلامنا |
|
في غيره أعني القياس الثاني |
ما لا يخالف نصه فالناس قد |
|
عملوا به في سائر الأزمان |
لكنه عند الضرورة لا يصار |
|
إليه إلا بعد ذا الفقدان |
هذا جواب الشافعي لأحمد |
|
لله درك من إمام زمان |
والله ما اضطر العباد إليه في |
|
ما بينهم من حادث بزمان |
فإذا رأيت النص عنه ساكتا |
|
فسكوته عفو من الرحمن |
وهو المباح إباحة العفو الذي |
|
ما فيه من حرج ولا نكران |
فأضف إلى هذا عموما للفظ وال |
|
معنى وحسن الفهم في القرآن |
فهناك تصبح في غنى وكفاية |
|
عن كل ذي رأي وذي حسبان |
الشرح : وإن قلتم أننا نقيس على المنصوص نظيره ، والقياس أحد الأدلة المعتبرة عند كثير من الفقهاء ، قلنا لكم إن القياس نوعان متباينان : أحدهما نوع مخالف لفهم النص وذلك باطل محال ، وكلامنا معكم إنما هو في هذا النوع ، لأن معظم أقيستكم ترجع إليه ، وليس كلامنا في النوع الثاني من القياس ، وهو ما لا يكون مخالفا للنص ، فإن جمهور الفقهاء قد اعتبروه وعملوا بمقتضاه في جميع العصور. وهذا هو الذي يذكره علماء الأصول في كتبهم كأحد الأدلة الفقهية ، ويقسمونه إلى ثلاثة أقسام : الأول : قياس علة ، وهو ما كانت العلة فيه موجبة