فيه تفاوتت الفهوم تفاوتا |
|
لم ينضبط أبدا له طرفان |
فالشيء يلزمه لوازم جمة |
|
عند الخبير به وذي العرفان |
فبقدر ذاك الخبر يحصي من لوا |
|
زمه وهذا واضح التبيان |
الشرح : وأما ما تقدره الأذهان وتجول فيه من وجوه الاحتمال والإمكان فهذه لم يضمن لنا أن يقع في النصوص لها بيان ، وهي موضع اعتراك الآراء وتشاجر الأذهان ، لكن هنا أمران اثنان لو أنهما حصلا على التمام من غير نقصان لما احتجنا إلى شيء مما تجول فيه الأذهان. أحدهما استيعاب النصوص من السنة والقرآن ، والثاني فهم معناها المراد بلفظها ، ولهذا الفهم درجتان ، إحداهما فهم ما يدل عليه اللفظ بطريق الوضع ، وهذا لا تختلف فيه الأذهان ، فإنه لا يحتاج إلا إلى العلم بأن هذه الألفاظ موضوعة لتلك المعاني ، وثانيتهما فهم ما يدل عليه اللفظ بطريق اللزوم ، بأن يكون المراد لازما للمعنى الموضوع له اللفظ. ولما كان لكل من اللوازم ما لا حصر له ، فإن الأفهام تتفاوت في هذا النوع من الدلالة تفاوتا لا ينضبط ، ويكون ذلك بحسب الخبرة وطول المراس لهذا الشأن ، فكلما كان الإنسان أكثر خبرا وأوسع معرفة كان أكثر إدراكا لتلك اللوازم والعكس بالعكس. وهذا أمر واضح لا يفتقر إلى بيان.
* * *
ولذلك عرف الكتاب حقيقة |
|
عرف الوجود جميعه ببيان |
وكذاك يعرف جملة الشرع الذي |
|
يحتاجه الإنسان كل زمان |
علما بتفصيل وعلما مجملا |
|
تفصيله أيضا بوحي ثان |
وكلاهما وحيان قد ضمنا لنا |
|
أعلى العلوم بغاية التبيان |
ولذاك يعرف من صفات الله وال |
|
أفعال والأسماء ذي الإحسان |
ما ليس يعرف من كتاب غيره |
|
أبدا ولا وما قالت الثقلان |
وكذاك يعرف من صفات البعث بالت |
|
فصيل والإجمال في القرآن |
ما يجعل اليوم العظيم مشاهدا |
|
بالقلب كالمشهود رأي عيان |