كالوجه واليد والأصابع والذي |
|
أبدا يسوؤكم بلا كتمان |
وبودكم لو لم يقله ربنا |
|
ورسوله المبعوث بالبرهان |
وبودكم والله لما قالها |
|
أن ليس يدخل مسمع الانسان |
الشرح : فاذا كنتم قد اصطلحتم على تسمية هذا تركيبا ، فسموا كيف شئتم اذ لا مشاحة في الاصطلاح. وأما أن تتخذوا من هذا الاصطلاح الحادث لكم ذريعة الى نفي صفاته فهذا محض الباطل وعين الافتراء. وكذلك نفيكم به لعلوه بذاته فوق جميع خلقه ، ونفيكم به لكلامه بالوحى المنزل على رسله ، كالتوراة والقرآن وغيرهما من كتبه. ونفيكم به لرؤية المؤمنين له يوم القيامة عيانا بأبصارهم كما يرى القمران ، أي الشمس والقمر.
وكذلك نفيكم به لسائر ما أتى به النقل من صفات الذات التي ليست معاني ، كالوجه واليد والأصبع والقدم والساق وغيرها ، مما لا تستطيعون كتمان ما يعلوكم من الكآبة والحزن عند تلاوة الآيات والأحاديث المثبتة لها ، وتتمنون بجدع الأنف أن لو لم يقله الله ورسوله ، أو تتمنون اذ قالها أن تئيف مسامعكم حتى لا يصل إليها شيء من هذه الصواعق المحرقة التي تأتي على تعطيلكم من القواعد وتحيله رمادا تطير به الرياح.
* * *
قام الدليل على استناد الك |
|
ون أجمعه الى خلاقه الرحمن |
ما قام قسط على انتفاء صفاته |
|
وعلوه من فوق ذي الأكوان |
هو واحد في وصفه وعلوه |
|
ما للورى رب سواه ثان |
فلأي معنى تجحدون علوه |
|
وصفاته بالفشر والهذيان |
هذا وما المحذور الا أن يقال |
|
مع الاله لنا إله ثان |
أو أن يعطل عن صفات كماله |
|
هذان محذوران محظوران |
أما اذا ما قيل رب واحد |
|
أوصافه أربت على الحسبان |
وهو القديم فلم يزل بصفاته |
|
متوحدا بل دائم الاحسان |