فبأي برهان نفيتم ذا وقل |
|
تم ليس هذا قط في الامكان |
الشرح : ثم ما هو دليلكم الذي تعتمدون عليه في نفى الصفات؟ والدليل انما قام على استناد الوجود كله ، علوه وسفله الى خلاقه المبدع المصور الرحمن الرحيم الذي أحسن كل شيء خلقه ، ولم يقم دليل قط على انتفاء صفاته التي لا بد منها في الخلق ولا على انتفاء علوه فوق خلقه الثابت له بالعقل والنقل والفطرة. ولم يلزم قط من اثبات صفاته وعلوه أن يتعدد رب العباد أو يتكثر ، بل هو واحد في وصفه وعلوه ليس للعباد رب سواه ينازعه في شيء مما هو مختص به من شئون الربوبية المطلقة ، فلأي سبب اذا تنكرون صفاته وعلوه بالكذب والبهتان من غير دليل ولا برهان. هذا وليس المحذور المخوف الا أن يقال ان هناك إلها مع الله يشاركه إلهيته ويستحق العبادة معه. أو أن يعطل عن أوصاف كماله التي يعتبر الخلو عنها نقصا ، فهذان هما المحذوران أي المخوفان ، والمحظوران أي الممنوعان. أما اذا قيل أنه رب واحد له من الصفات ما لا يدخل تحت حصر ولا يضبطه حساب ، وأنه لم يزل بصفاته كلها إلها واحدا قديم الاحسان دائم الجود والامتنان ، فبأي برهان من عقل أو نقل يمكنكم نفى هذا أو دعوى أنه محال ليس في الامكان.
* * *
فلئن زعمتم أنه نقص فذا |
|
بهت فما في ذاك من نقصان |
النقص في أمرين سلب كماله |
|
أو شركة بالواحد الرحمن |
أتكون أوصاف الكمال نقيصة |
|
في أي عقل ذاك أم قرآن |
أن الكمال بكثرة الاوصاف لا |
|
في سلبها ذا واضح البرهان |
ما النقص غير السلب حسب وكل نقص |
|
أصله سلب وهذا واضح التبيان |
فالجهل سلب العلم وهو نقيصة |
|
والظلم سلب العدل والاحسان |
متنقص الرحمن سالب وصفه |
|
والحمد والتمجيد كل أوان |