حياة وبضاضة أن تزف إلى عنين لا حركة له ولا شهوة؟ كلا والله لن تزف هذه الشموس إلا لخطابها الحقيقيين الذين دفعوا أثمانها غالية وقدموا لهن المهور المجزية.
* * *
يا سلعة الرحمن لست رخيصة |
|
بل أنت غالية على الكسلان |
يا سلعة الرحمن ليس ينالها |
|
في الألف إلا واحد لا اثنان |
يا سلعة الرحمن ما ذا كفؤها |
|
إلا أولو التقوى مع الإيمان |
يا سلعة الرحمن سوقك كاسد |
|
بين الأراذل سفلة الحيوان |
يا سلعة الرحمن أين المشتري |
|
فلقد عرضت بأيسر الأثمان |
يا سلعة الرحمن هل من خاطب |
|
فالمهر قبل الموت ذو إمكان |
يا سلعة الرحمن كيف تصبر ال |
|
خطّاب عنك وهم ذوو إيمان |
يا سلعة الرحمن لو لا أنها |
|
حجبت بكل مكاره الإنسان |
ما كان عنها قط من متخلف |
|
وتعطلت دار الجزاء الثاني |
لكنها حجبت بكل كريهة |
|
ليصد عنها المبطل المتواني |
وتنالها الهمم التي تسمو إلى |
|
رب العلى بمشيئة الرحمن |
الشرح : صح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا أن سلعة الله غالية ألا أن سلعة الله الجنة».
فالمؤلف يخاطب سلعة الرحمن التي هي جنته بأنها ليست رخيصة مبتذلة ولا مزهودا فيها ، بل هي غالية جدا على أهل الكسل والبلادة الذين لم يقدموا من السعي ما يرشحهم للظفر بها ، وهي لعلوها وتمنعها وغلاء مهرها لا يستطيع أن ينالها من كل ألف إلا واحد فقط ، كما ورد في الحديث الصحيح : «إن الله عزوجل يقول لآدم عليهالسلام : يا آدم اذهب فأخرج بعث ذريتك إلى النار ، فيخرج من كل ألف تسعمائة وتسع وتسعون».
وليس من خاطب كفوء لسلعة الله الغالية ، بل لا ينالها من عباده إلا أولو