الله من المتاعب والآلام إلى يوم معاده القريب بالموت لتعقبه الراحة الكبرى يوم معاده الثاني بالبعث والنشور ، وإذا استعصت عليك نفسك وأبت لا الركون والاخلاد إلى عرض هذا الأدنى ولم ترد إلا الحياة الدنيا ، فأسىء بها الظن واتهمها وامتحن ايمانك فلعله أن يكون مدخولا ، فإذا رأيت نفسك لا تزال تعيش في ليل لم ينشق فجره ولم يسفر صبحه ، والناس من حولك قد صلوا صلاة الصبح وأخذوا يرقبون طلوع الشمس ، فاعلم بأن عينك قد أصابها العمى وجعلت عليها غشاوة تمنعها من الرؤية ، فاضرع إلى ربك ذي الكرم والجود وأسأله أن يهبك إيمانا صادقا يباشر قلبك حتى تنفتح عيناك على الحق وترى الأشياء رؤية صحيحة واسأله نورا يهديك وأنت سائر إليه حتى لا تضل ولا تعوج ، فليس الخوف على العبد من ذنوب يلم بها ، فإنها مهما عظمت في معرض العفو والمغفرة ولكن الخوف كل الخوف من أن يزيغ قلبه ، فيخرج عن تحكيم الكتاب والسنة ولا يرضى بحكمهما ، بل يرضى بآراء الرجال وظنونهم الكاذبة فلا قدر الله علينا ذلك بفضله ورحمته (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران : ٨]
* * *
فبأي وجه التقى ربي إذا |
|
أعرضت عن ذا الوحي طول زمان |
وعزلته عمّا أريد لأجله |
|
عزلا حقيقيا بلا كتمان |
صرّحت أن يقيننا لا يستفاد |
|
به وليس لديه من إتقان |
أوليته هجرا وتأويلا وتح |
|
ريفا وتفويضا بلا برهان |
وسعيت جهدي في عقوبة ممسك |
|
بعراه لا تقليد رأي فلان |
يا معرضا عما يراد به وقد |
|
جد المسير فمنتهاه دان |
جذلان يضحك آمنا متبخترا |
|
فكأنه قد نال عقد امان |
خلع السرور عليه أوفى حلة |
|
طردت جميع الهم والاحزان |
يختال في حلل المسرة ناسيا |
|
ما بعدها من حلة الأكفان |
ما سعيه إلا لطيب العيش في الد |
|
نيا ولو أفضى إلى النيران |