وأنظر إلى ما فيه من أنواع مع |
|
رفة لخالقنا العظيم الشأن |
الشرح : تضمنت هذه الأبيات جملة من الأسماء الحسنى الدالة على ما اشتملت عليه من صفات الكمال ، فهو حي متصف بالحياة الكاملة اللازمة لذاته أزلا وأبدا فلم يسبقها عدم ولا يلحقها فناء ، وقد سبق أن قلنا أن جميع صفات الكمال الذاتية ترجع إلى صفة الحياة التي تعتبر شرطا فيها كلها ، فإنه لا يصح اتصافه بشيء منها إلا كان حيا ، ويكون كمال حياته مستوجبا لكمال هذه الصفات وهو مريد بإرادة قائمة بذاته تتعلق بكل ما أراد إيجاده واحداثه ، فلا يشذ عنها شيء من المكونات ، بل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، وليس معنى ذلك أن له إرادة واحدة قديمة تعلقت بجميع المرادات في الأزل ، كما يقول بذلك من لا عقل له ، وإنما تنشأ في ذاته سبحانه إرادات جزئية على وفق علمه وحكمته ، فحدث عنها المرادات بلا مهلة ولا توان ، كما قال سبحانه : (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [النحل : ٤٠] أي فيحدث عقب إرادته وتكوينه له ، لا مع الإرادة ولا متراخيا عنها.
وهو كذلك قادر بقدرة تامة لا يعجزها شيء. فمهما أراد شيئا من الممكنات أبرزه بقدرته لا يلحقه من ذلك تعب ولا اعياء ، قال تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ) [فاطر : ٤٤].
وهو أيضا متكلم بكلام هو صفة له قائمة بذاته ، فإنه لا معنى للمتكلم إلا من قام به الكلام. وكلامه تعالى من صفات الفعل التابعة لمشيئته وقدرته ، فهو يتكلم متى شاء وكيف شاء بكلام هو حروف وأصوات ، يسمعها من يختصه من خلقه بتكليمه.
وهو ذو رحمة وسعت كل شيء في الدنيا ، وبلغت حيث بلغ علمه ، واختص بها عباده المؤمنين في الآخرة ، كما قال تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) [الأعراف : ١٥٦] الآية.
ورحمته سبحانه صفة له على ما يليق به ، تقتضي إحسانه إلى خلقه وإيصال