المخلوقات ما فيها من قوة ولو شاء لسلبها ، ولهذا جاء في الحديث أن «لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة».
وفي قصة صاحب الجنتين المذكورة في سورة الكهف يقول له أخوه وهو يعظه : (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) [الكهف : ٣٩] وفي سورة البقرة (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) [١٦٥].
وأما العزيز : فهو الموصوف بالعزة وقد ذكر المؤلف لها ثلاث معان :
١ ـ العزة : بمعنى الامتناع على من يرومه من أعدائه فلن يصل إليه كيدهم ولن يبلغ أحد منهم ضره وأذاه ، كما في الحديث القدسي : «يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني» وإلى هذا المعنى أشار بقوله (فلن يرام جنابه) أي لن يقصد أحد حماه الأقدس فيقهره أو يغلبه ، والعزة بهذا المعنى من عز يعز بكسر العين في المضارع ، قال الشاعر :
لنا جبل يحتله من نجيره |
|
يعز على من رامه ويطول |
٢ ـ والثاني العزة : بمعنى القهر والغلبة وهي من عز يعز بضم العين في المضارع يقال : عزه إذا غلبه ، فهو سبحانه القاهر لأعدائه الغالب لهم ، ولكنهم لا يقهرونه ولا يغلبونه ، وهذا المعنى هو أكثر معاني العزة استعمالا.
٣ ـ والثالث العزة بمعنى القوة والصلابة من عز يعز بفتحها ، ومنه قولهم أرض عزاز للصلبة الشديدة ، وهذه المعاني الثلاثة للعزة ثابتة كلها لله عزوجل على أتم وجه وأكمله وأبعده عن العدم والنقصان.
* * *
وهو الغني بذاته فغناه ذا |
|
تي له كالجود والإحسان |
الشرح : ومن أسمائه الحسنى (الغني) فله سبحانه الغنى التام المطلق من كل وجه ، بحيث لا تشوبه شائبة فقر وحاجة أصلا ، وذلك لأن غناه وصف لازم له لا