وجود خاص بالسائلين والطالبين ، سواء سألوه بلسان المقال أو بلسان الحال وسواء كان السائل مؤمنا أم كافرا ، برا أم فاجرا ، فمن سأل الله صادقا في سؤاله طامعا في نواله ، مستشعرا الذلة والفقر بين يديه ، أعطاه سؤله وأناله ما طلب ، فإنه هو البر الرحيم ، الجواد الكريم.
ومن جوده الواسع سبحانه ما أعده لأوليائه في دار كرامته ومستقر رحمته ، مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
* * *
وهو المغيث لكل مخلوقاته |
|
وكذا يجيب إغاثة اللهفان |
الشرح : المغيث اسم فاعل من الغوث ، وهو تفريج الكرب وإزالة الشدة فهو سبحانه المغيث لجميع المخلوقات عند ما تتعسر أمورها وتقع في الشدائد والكربات. وفي الحديث «يعجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره ، ينظر إليكم أزلين قنطين يظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب».
وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته.
وهو الذي يجيب إغاثة اللهفان ، أي دعوة من دعاه في حال اللهف والشدة والاضطرار ، فمن استغاث به سبحانه أغاثه من لهفته وأنقذه من شدته.
* * *
فصل
وهو الودود يحبهم ويحبه |
|
أحبابه والفضل للمنان |
وهذا الذي جعل المحبة في قلو |
|
بهم وجازاهم بحب ثان |
هو هو الإحسان حقا لا معا |
|
وضة ولا لتوقع الشكران |
لكن يحب شكورهم وشكورهم |
|
لا لاحتياج منه للشكران |
وهو الشكور فلن يضيع سعيهم |
|
لكن يضاعفه بلا حسبان |