الفصل العاشر :
التبرُّك والاستشفاء بآثار أولياء الله
تعتقد الوهّابيّة بأنّ التبرّك بآثار أولياء الله شرك بالله ، وتعتبر الّذي يُقبّل محراب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ومنبره مشركاً وإن لم يأت بذلك بنيّة العبادة ، بل كانت المحبّة والمودّة تجاه النبيّ الكريم هي الدافع له إلى تقبيل آثاره ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ.
إنّ المنع من التبرّك بآثار الرسول الأكرم وتقبيل ضريحه المقدّس ومنبره الشريف هو من أشدّ الإجراءات الّتي يتّخذها الوهّابيّون ضدّ المسلمين ، وقد استخدموا مجموعة من الشرطة باسم «الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر!!» وزّعوهم في مسجد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ للحيلولة دون تقبيل ضريحه المقدّس ومنبره الشريف ومحراب مسجده المبارك ، وهؤلاء الوهّابيّون يواجهون المسلمين الحُجّاج بكلّ خشونة وصلافة ويمنعوهم عن التبرّك والتقبيل ، وطالما أمسكوا بأيديهم العصا أو الأسلاك الغليظة ، وطالما أراقوا ـ في هذا السبيل ـ دماء الأبرياء وهتكوا الأعراض والنواميس في حرم النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ زعماً منهم أنّ التبرّك والتقبيل عبادة لصاحب القبر.
إنّ هؤلاء الغرباء عن الإسلام أخطئوا في فهم معنى العبادة ومفهومها ، ولهذا تاهوا في متاهات الضلال والباطل ، فاعتبروا كلّ احترام للميّت عبادة له ، مع العلم أنّ تقبيل الضريح المقدّس والتبرّك بالآثار النبوية إنّما هو في سبيل الله