الطّرق ونهبوا زوّار الحسين ـ عليهالسلام ـ بعد منصرفهم من زيارة نصف شعبان ، وقتلوا منهم جماعة غفيرة ، وأكثر القتلى من العجم ، وربّما قيل بأنّهم مائة وخمسون وقيل أقل ...».
نعم ، إنّ التوحيد الّذي كان يدعو إليه محمّد بن عبد الوهّاب وجماعته ـ وكانوا يبيحون دماء وأموال من يرفض دعوتهم ـ هو القول بأنّ الله على العرش ، يقول في الرسالة الحموية : إنّ الله سبحانه وتعالى فوق كلّ شيء ، وعلى كلّ شيء ، وإنّه فوق السماء.
ثمّ يستدلّ على أنّه فوق السماء بقصة معراج الرسول إلى ربّه ونزول الملائكة من عند الله وصعودهم إليه ، إلى غير ذلك من الروايات.
ويستشهد بشعر عبد الله بن رواحة الّذي أنشده للنبي ـ حسب زعمه ـ :
شهدت بأنّ وعد الله حق |
|
وانّ النار مثوى الكافرينا |
وانّ العرش فوق الماء طافٍ |
|
وفوق العرش رب العالمينا |
إلى أمثال هذه الروايات التي استنتج منها أنّه سبحانه على العرش وله جهة. (١)
ونحن نقتصر على ذلك فمن حاول أن يقف على التوحيد الّذي دعا إليه فليرجع إلى كتاب «بحوث في الملل والنحل» الجزء الرابع ، ولكن نقتصر في المقام بما ذكره ابن بطوطة في رحلته ، يقول : حضرت يوم الجمعة بدمشق المسجد الّذي يخطب فيه على منبر الجامع أحمد بن تيمية ، فكان من جملة كلامه : انّ الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ، ونزل درجة من درج المنبر ، فعارضه فقيه مالكي يعرف
__________________
(١) الرسالة الحموية الكبرى : الرسالة ١١ من مجموع الرسائل الكبرى لابن تيمية : ٤٢٩ ـ ٤٣٢.