إنّ عمل السيدة الزهراء المعصومة هذا لا يدلّ إلّا على جواز التبرّك بقبر رسول الله وتربته الطاهرة.
٢. إنّ بلال ـ مؤذّن رسول الله ـ أقام في الشام في عهد عمر بن الخطّاب فرأى في منامه النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهو يقول له :
«ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن تزورني يا بلال؟».
فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً ، فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فجعل يبكي عنده ويُمرِّغ وجهه عليه ، فأقبل الحسن والحسين عليهماالسلام فجعل يضمّهما ويقبّلهما ... إلى آخر الخبر. (١)
٣. قال ابن حجر :
«كل مولودٍ وُلد في حياة النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يُحكم بأنّه رآه ، وذلك لتوفّر دواعي إحضار الأنصار أولادهم عند النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ للتحنيك والتبرّك ، حتّى قيل : لمّا افتُتحت مكّة جعل أهل مكّة يأتون إلى النبيّ بصبيانهم ليمسح على رءوسهم ويدعو لهم بالبركة». (٢)
وفي ذلك يقول مؤلّف كتاب «تبرّك الصحابة» :
«لا شكّ أنّ آثار رسول الله ـ صفوة خلق الله وأفضل النبيّين ـ أثبتُ وجوداً وأشهر ذكراً ، فهي أولى بذلك «التبرّك» وأحرى ، وقد شهده الجمّ الغفير من الصحابة وأجمعوا على التبرّك بها ، والاهتمام بجمعها ، وهم الهداة المهديّون والقدوة الصالحون ، فتبرّكوا بشَعراته وبفضل وضوئه ، وبعَرَقه وبثيابه ، وبمسّ جسده الشريف ، وبغير ذلك ممّا عُرف من آثاره الشريفة الّتي صحّت به الأخبار عن الأخيار». (٣)
__________________
(١) أُسد الغابة : ١ / ٢٨.
(٢) الإصابة : ٣ / ٦٣١.
(٣) تبرّك الصحابة : ٥.