وقد كتب الشيخ سليمان كتاباً بعنوان : «الصواعق الإلهية في الردّ على الوهّابيّة» ردّ فيه على أباطيل أخيه وخزعبلاته.
يقول زيني دحلان ـ ما معناه ـ :
«... وكان عبد الوهّاب ـ والد الشيخ محمّد ـ رجلاً صالحاً من أهل العلم ، وكان الشيخ سليمان ـ أخو محمّد ـ من أهل العلم أيضاً ، وبما أنّ الشيخ عبد الوهّاب والشيخ سليمان كانا من بداية الأمر ـ أي من يوم كان محمّد يواصل دراسته في المدينة المنورة ـ على علم بأفكار محمّد الشاذّة ، لذلك كانا يلومانه على أقواله ويُحذّران الناس منه ...». (١)
ويقول عبّاس محمود العقّاد المصري : «... وأكبر من خالف الشيخ في ذلك أخوه الشيخ سليمان ـ صاحب كتاب الصواعق الإلهية ـ وهو لا يُسلّم لأخيه بمنزلة الاجتهاد والاستقلال بفهم الكتاب والسنّة ...». (٢)
ويرى الشيخ سليمان أنّ البدع التي يمرّ بها الأئمّة ـ جيلاً بعد جيل ـ ولا يُكفّرون أصحابها ، لا يكون الكفر فيها من اللزوم الّذي يوجب القطع به ويُستباح من أجله القتال ، ويقول الشيخ سليمان في ذلك : إنّ هذه الأُمور حدثت من قبل زمن الإمام أحمد بن حنبل في زمان أئمّة الإسلام وأنكرها من أنكرها منهم ، ولا زالت حتى ملأت بلاد الإسلام كلّها ، وفُعلت هذه الأفاعيل كلّها الّتي تُكفِّرون بها ،
__________________
(١) الفتوحات الإسلامية : ٢ / ٣٥٧.
(٢) هذه الجملة تستدعي التوقّف والتأمّل ، فمحمّد بن عبد الوهّاب كان يدّعي بلوغه درجة الاجتهاد والاستقلال بفهم الكتاب والسنّة ، ولكن أخاه الشيخ سليمان كان يردّ عليه هذا الادّعاء ويعتبره دون منزلة الاجتهاد والاستقلال بالرأي ـ وأهل البيت أدرى بما فيه ـ إذن : آراء محمّد بن عبد الوهّاب وأفكاره كلها باطلة وخاطئة ـ بشهادة أخيه الشيخ ـ لأنّها نابعة من علم ناقص وفكر هابط.