دقيق يجب الانتباه إليه دائماً.
وبتعبير ثالث : إنّ الشفاعة هي إعانة موجود عال لموجود دان ، بشرط أن تكون في الداني القابلية والاستعداد لشمول الشفاعة له ، من حيث صلاحيّته للتكامل والرقي إلى مرتبة عالية ودرجة سامية ، وتُحوّله إلى إنسان صالح نزيه.
بعد هذه التعاريف المتعدّدة نقول : إنّ التاريخ الإسلامي يُثبت أنّ المسلمين منذ عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وما بعده كانوا يطلبون الشفاعة من أولياء الله الصالحين ، سواء في حياتهم أو بعد وفاتهم ، ولم يعتبر أحدٌ من علماء الإسلام بأنّ هذه الشفاعة معارضة للمبادئ والأُصول الإسلامية.
حتّى جاء ابن تيميّة ـ في القرن الثامن الهجري ـ بأفكار شاذّة وآراء سقيمة ، فاستنكر كثيراً من سُنن المسلمين.
وبعده بثلاثة قرون جاء محمّد بن عبد الوهّاب النجدي ، فرفع راية الخلاف مع المسلمين وأحدث الفتنة والشقاق بينهم ، وأحيا مبتدعات ابن تيميّة بأشدّ ممّا كان عليه.
إنّ الوهّابيّة تعتقد بالشفاعة ـ من حيث المبدأ ـ ولكن نقطة الخلاف بينها وبين المسلمين هي أنّها تُحرِّم الاستشفاع بأولياء الله في الدّنيا ، وقد عبّر الوهّابيّون عن عقيدتهم هذه بعبارات قاسية متضمِّنة للإهانة والاستخفاف بالأنبياء والأولياء ونحن نتورّع حتّى ذكر تلك العبارات.
وممّا يقولون في الشفاعة : إنّ نبيّ الإسلام ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وسائر الأنبياء والأولياء والملائكة ، لهم حقّ الشفاعة في الآخرة فقط ، لكن طلب الشفاعة يجب أن يكون من الله لا منهم ، بأن يقال :
«اللهمّ شَفِّع نبيّنا محمّداً فينا يوم القيامة. أو : اللهمّ شَفِّع فينا عبادك