قال سبحانه :
١. (أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً).
٢. (وَلا يَعْقِلُونَ).
إذن تركيز الآية إنّما هو على أنّ الله تعالى هو مالك الشفاعة لا الأصنام ، وأنّ الله يمنح هذه الصلاحية لمن تتوفّر فيه اللياقة والأهليّة ليستشفع لعباده ، لا لمثل الأصنام والأوثان ، فلا علاقة لهذه الآية مع الموضوع الّذي نتحدّث عنه ، لأنّ المسلمين يعتبرون الله وحده «مالك الشفاعة» لا أولياؤه ، ويعتقدون أنّ من أذن الله له في الشفاعة قادرٌ على الاستشفاع دون غيره.
كما أنّ المسلمين يعتقدون ـ بالاستناد إلى الآيات والأحاديث ـ بأنّ الله تعالى قد أذن للنبي وآله الأطهار ـ عليهمالسلام ـ بالشفاعة ، ولذلك فنحن نستشفع بهم.
وهكذا ظهر لك ـ أيّها القارئ ـ عدم العلاقة بين تلك الآية وهذا البحث ، وعدم العلاقة أيضاً بين الحديث الذي ذكروه وهذا البحث.
٥. لَغْوية الاستشفاع بالميّت
إنّ آخر دليل ذكره الوهّابيّون ـ على حرمة الاستشفاع بالأولياء ـ هو أنّ طلب الشفاعة من أولياء الله في هذه الحياة هو طلب الحاجة من الميّت الفاقد للسمع ، وقد استدلّوا على ذلك بآيتين :
١. (فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ). (١)
ووجه الاستدلال بها : أنّ القرآن الكريم شبّه المشركين بالأموات ، وهي تُخاطب النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بأنّك لا تستطيع أن تُفهم هؤلاء ، لأنّهم كالموتى لا يسمعون ،
__________________
(١) الروم : ٥٢.