وهذه هي ـ سلام الله عليها ـ وقفت على قبر أبيها الطاهر وأخذت قبضة من تراب القبر فوضعتها على عينها وبكت وأنشأت تقول :
ما ذا على مَن شمّ تربة أحمد |
|
أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا |
صُبّت عليَّ مصائب لو أنّها |
|
صُبّت على الأيّام صِرن لياليا (١) |
وهذا أبو بكر بن أبي قحافة يبكي على رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ويرثيه بقوله :
يا عين فابكي ولا تسأمي |
|
وحُقَّ البكاء على السيّد |
وهذا حسّان بن ثابت يبكيه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ويقول :
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت |
|
عيونٌ ومثلاها من الجفن أسعد |
ويقول :
يُبكّون من تبكي السّماوات يومه |
|
ومن قد بكته الأرض فالناس أكمدُ |
ويقول :
يا عين جودي بدمع منك إسبال |
|
ولا تملَّنَّ من سحّ وإعوالِ |
وهذه أروى بنت عبد المطلّب تبكي عليه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وترثيه بقولها :
ألا يا عين! ويحكِ أسعديني |
|
بدمعك ما بقيت وطاوعيني |
ألا يا عين! ويحك واستهلّي |
|
على نور البلاد وأسعديني |
وهذه عاتكة بنت عبد المطّلب ترثيه وتقول :
__________________
(١) الغدير : ٥ / ١٤٧