المسلمين وبثّ فيهم الفرقة ومزّق صفوفهم وشتّت شملهم بغرس شكوك في أُمور طالما اتّفقت عليها الأُمّة الإسلامية قبل أن يتولّد باذر الشكوك ـ أعني : ابن تيميّة ـ وساقيها ـ أعني : محمّد بن عبد الوهّاب ـ.
أيّها القارئ العزيز : إنّ ما تلوناه عليك في هذه الصحائف هو مقتضى نصوص الكتاب الحكيم وسنّة النبيّ الأكرم ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ونتيجة ما أجمعت عليه الأُمّة الإسلامية طوال القرون ، فأيّ قيمة لكلمة أو كلمات تضادّ كتاب الله وسنّة نبيّه ـ عليه وعلى آله الصلاة والسلام ـ وما اتّفقت عليه الأُمّة.
يعزّ على الأُمّة الإسلامية وفي مقدّمتها علماؤها ومفكّروها أن يوجد أُناس في «أُمّ القرى» ومهبط الوحي يكفّرون الأُمّة جمعاء من سنّة وشيعة ولا يستثنون منهم إلّا شذّاذ الآفاق من بلاد نجد.
وقد وقف الأعاظم من أبناء الأُمّة الإسلامية على خطورة الموقف وأضرار هذه الهواجس الشيطانية التي زرعها ابن تيمية حتّى قال الحافظ ابن حجر في كتابه «الفتاوى الحديثية» في حقّه ما هذا نصّه :
«ابن تيميّة عبدٌ خذله الله وأضلّه وأعماه وأصمّه ، وبذلك صرّح الأئمة الذين بيّنوا فساد أحواله وكذب أقواله ، ومن أراد فعليه بمطالعة كلام الإمام المجتهد المتّفق على إمامته وجلالته وبلوغه مرتبة الاجتهاد أبو الحسن السبكي وولده التاج والشيخ الإمام العزّ بن جماعة وأهل عصرهم من الشافعية والمالكية والحنفية ، ولم يقصر اعتراضه ـ ابن تيميّة ـ على متأخّري الصوفية بل اعترض على مثل عمر بن الخطّاب وعليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنهما.
والحاصل : أنّه لا يقام لكلامه وزن يرمى في كلّ وعر وحَزَن ، ويعتقد فيه أنّه