وقال أحمد بن حنبل : إذا قال ابن جُريج : قال فلان وقال فلان ، وأُخبرتُ ، جاء بمناكير. (١)
أي : أحاديثه منكرة ومجهولة ، أو أنّها منكرات.
وقال مالك بن أنس : كان ابن جُريج حاطب ليل. (٢)
وقال الدار قطني : تجنَّب تدليس ابن جُريج ، فإنّه قبيح التدليس ، لا يُدلِّس إلّا فيما سمعه من مجروح.
وقال ابن حبان : كان ابن جُريج يُدلّس في الحديث. (٣)
بالله عليك ـ أيّها القارئ ـ هل يجوز الأخذ برواية هذا الرجل مع ما ورد فيه من الذمّ والقدح والتضعيف من علماء الرجال؟!!
وهل يجوز أن نُعرض عن سيرة المسلمين ـ القائمة على البناء على قبور أولياء الله واحترامها ـ استناداً إلى حديث هذا الراوي المدلِّس؟!!
وهل يجوز أن نرمي المسلمين بالشرك والكفر والزندقة ، لأنّهم يُحيون السنّة الإسلامية وينتهجون سيرة السلف الصالح في البناء على القبور وزيارتها واحترامها؟!
هذا بعض ما يتعلّق بابن جُريج.
وأمّا أبو الزبير ، فهذا ابن حجر يذكر أقوال علماء الرجال فيه فيما يلي :
عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه إمام الحنابلة ، عن أيّوب أنّه كان يعتبر أبا الزبير ضعيف الرواية.
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) تهذيب التهذيب : ٦ / ٤٠٤. (حاطب ليل) ، ـ في أصل معناه ـ : جامع الحطب في الليل ، حيث لا يرى ما يجمع ، ويُضرب به المَثل أن يجمع كلّ شيء لا يُميِّز الجيّد من الرديء.
(٣) تهذيب التهذيب : ٦ / ٤٠٢ ، ٥٠٦ طبعة دار المعارف النظامية.