قبلي بهم فقد كان به قاطعا للرحم وأعوذ بالله من ذلك ، وو الله ما ندمت على ما كان مني من استخلاف الرضا ، ولقد سألته أن يقوم بالأمر وانزعه عن نفسي فأبي وكان امر الله قدرا مقدورا ، وأما ابو جعفر محمد بن علي فقد اخترته لتبريزه على أهل الفضل كافة في العلم والفضل مع صغر سنه والاعجوبة فيه بذلك ، وارجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فيعلموا أن الرأي ما رأيت فيه.
واستأذن الجواد المأمون في الحج وخرج من بغداد ومعه زوجته أم الفضل ، وأقام بالمدينة وهي معه حتى توفي المأمون في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين من الهجرة ٢١٨.
وبويع أخوه المعتصم في شعبان من تلك السنة فتخوف المعتصم من الامام الجواد (ع) ومكانته في القوم ، فطلبه إلى بغداد فتجهز وخرج من المدينة إلى بغداد وحمل معه زوجته أم الفضل.
وقال المسعودي في اثبات الوصية : لما انصرف ابو جعفر الجواد إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبران ويعملان الحيلة في قتله حتى سماه.
وروى العياشي في تفسيره عن زرقان صاحب احمد بن أبي دؤاد قاضي المعتصم قال : رجع ابن ابي دؤاد ذات يوم من عند المعتصم وهو مغتم ، فسألته فقال : وددت اليوم انى قدمت منذ عشرين سنة. فقلت : لم ذاك؟ فقال : لما كان من هذا الرجل أبي جعفر محمد بن علي بن موسى قلت : وكيف ذلك؟ قال : إن سارقا أقر على نفسه بالسرقة وسأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه ، فجمع لذلك الفقهاء وأحضر محمد بن علي ، فسألنا عن القطع في أى موضع يجب أن يقطع؟ فقلت : من الكرسوع (وهو طرف الزند الناتئ مما يلي الخنصر) فقال : وما الحجة