هيبة الوقار وإذا تكلم سماه البهاء ، وهو من بيت الرسالة والامامة ومقر الوصية والخلافة.
(هجرته عليهالسلام من المدينة الى سامراء): ـ
اشخصه المتوكل العباسي من مدينة الرسول (ص) إلى سامراء وهو في سن العشرين واكثر بقليل.
قال سبط ابن الجوزي في التذكرة : كان سبب إشخاص أبي الحسن الهادي من المدينة هو أن المتوكل العباسي عليه اللعنة والعذاب كان شديد البغض لعلي واولاده ، فبلغه مقام علي الهادي بالمدينة وميل الناس إليه ، فخاف منه وقد كتب إليه بريحة العباسي صاحب الصلاة بالحرمين بذلك ، فدعا المتوكل الخبيث بقائد من قواده هو يحيى بن هرثمة وضم إليه ثلاثمائة فارس وكتب معه كتابا لطيفا إلى علي الهادي وأمره أن يسير الى المدينة وأن يحضر الإمام.
قال يحيى : فلما وصلت مدينة الرسول وبلغ اهلها مجيئي ولأي سهب ضجوا ضجيجا عاليا ما سمع الناس بمثله خوفا على علي الهادي ، وقامت الدنيا على ساق لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد ولم يكن عنده ميل إلى الدنيا ، فجعلت أسكنهم وأحلف لهم اني لم اؤمر فيه بمكروه وأنه لا بأس عليه ، ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم ، فعظم في عيني وتوليت خدمته بنفسي وأحسنت عشرته حتى وصلت به إلى بغداد.
قال المسعودي : فخرج إسحاق بن ابراهيم وجملة القواد فتلقوه ـ وإسحاق ابن ابراهيم هو والي بغداد ـ قال يحيى : فقال لي يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله والمتوكل الخبيث هو من تعلم ، فان حرضته عليه قتله وكان رسول الله خصمك يوم القيامة. فقلت له: والله ما وقعت منه