العسكري عليهالسلام.
روى الشيخ المفيد بسنده عن الكليني أنه دخل العباسيون على صالح ابن وصيف عند حبس أبي محمد فقالوا له : ضيق عليه ولا توسع. فقال لهم : ما اصنع به وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى امر عظيم ، ثم امر باحضار الموكلين فقال لهما : ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟ فقالا : ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة ، فاذا نظر إلينا ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من انفسنا ، فلما سمع العباسيون ذلك انصرفوا خائبين.
وبسنده أنه حبس ابو محمد الحسن العسكري عند علي بن اوتاش ، وكان شديد العداوة لآل محمد غليظا على آل أبي طالب ، فما اقام الا يوما حتى وضع خديه له وكان لا يرفع بصره إليه اجلالا له واعظاما ، وخرج من عنده وهو احسن الناس بصيرة واحسنهم فيه قولا.
وفي موسوعة العتبات المقدسة ناقلا عن أعيان الشيعة قال : روى الكليني في الكافي والصدوق في كمال الدين بسنديهما عن جماعة قالوا : حضرنا في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين ٢٧٨ بعد وفاة الحسن العسكري عليهالسلام بثماني عشرة سنة او اكثر مجلس احمد بن عبد الله بن خاقان ، وهو عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم ، وكان شديد النصب والانحراف عن اهل البيت ، فجرى في مجلسه ذكر المقيمين من آل أبي طالب (بسامراء) ومذاهبهم وصلاحهم واقدارهم عند السلطان ، فقال : ما رأيت ولا أعرف بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسين بن علي ابن محمد بن علي الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وبني هاشم كافة وتقديمهم اياه على ذوي السن منهم والخطر.