وما شنأن الشّيب من أجل لونه |
|
ولكنّه حاد إلى البين مسرع |
إذا ما بدت منه الطّليعة آذنت |
|
بأنّ المنايا خلفها تتطلّع |
فإن قصّها المقراض صاحت بأختها |
|
فتظهر تتلوها ثلاث وأربع |
وإن خضبت حال الخضاب لأنّه |
|
يغالب صنع الله والله أصنع (١) |
إذا ما بلغت الأربعين فقل لمن |
|
يودّك فيما تشتهيه ويسرع (٢) |
هلمّوا لنبكي قبل فرقة بيننا |
|
فما بعدها عيش لذيذ ومجمع |
وخلّ التّصابي والخلاعة والهوى |
|
وأمّ طريق الخير فالخير أنفع |
وخذ جنّة تنجي وزادا من التّقى |
|
وصحبة مأموم (٣) فقصدك مفزع (٤) |
قال أبو عليّ بن سكّرة : رزق الله التّميميّ ، قرأت عليه برواية قالون ختمة ، وكان كبير بغداد وجليلها. وكان يقول : كلّ الطّوائف تدّعيني (٥).
وسمعته يقول : يقبح بكم أن تستفيدوا منّا ثمّ تذكرونا ، فلا تترحّموا (٦) علينا ، فرحمهالله.
قلت : وآخر من روى عنه سماعا أبو الفتح بن البطّيّ ، وإجازة أبو الطّاهر السّلفيّ.
قال ابن ناصر : توفّي شيخنا أبو محمد التّميميّ في نصف جمادى الأولى سنة ثمان. ودفن في داره بباب المراتب. ثمّ دفن في سنة إحدى وتسعين إلى جنب قبر الإمام أحمد (٧).
قال أبو الكرم الشّهرزوريّ : سمعته يقول : دخلت سمرقند ، فرأيتهم
__________________
(١) في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦٥ «يغالب صبغ الله والله أصبغ» وهو مخالف للقافية.
(٢) في ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٨١ «تسرع».
(٣) هكذا في الأصل هنا وفي الأصل من سير أعلام النبلاء ، وفي ذيل طبقات الحنابلة : «مأمون».
(٤) في الأصل : «مفرع» بالراء المهملة. والأبيات في : سير أعلام النبلاء ١٨ / ٦١٥ ، وذيل طبقات الحنابلة ١ / ٨٠ ، ٨١.
(٥) ذيل طبقات الحنابلة ١ / ٧٨.
(٦) في الأصل : «تترحمون».
(٧) طبقات الحنابلة ٢ / ٢٥١ ، المنتظم ٩ / ٨٩ (١٧ / ٢٠).