حدّثنا وأخبرنا واحد ، ويحتجّ بقوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها) (١) فجعل الحديث والخبر واحدا (٢).
وقال القاضي عياض (٣) : الوزير أبو مروان الحافظ اللّغويّ النّحويّ إمام الأندلس في وقته في فنّه ، وأذكرهم للسان العرب ، وأوثقهم على نقله (٤).
وكان أبوه أبو القاسم قاضي قرطبة من أفضل العلماء.
قال عياض : وأخبرني ابنه أبو الحسين الحافظ أنّ أبا محمد مكّيّا المقرئ كان يعرض عليه بعض مصنّفاته ، ويأخذ رأيه فيها. وإليه كانت الرحلة من أقطار الأندلس (٥).
وقال اليسع بن حزم : لكن ابن سراج زين الإيمان ، وحسنة الزّمان ، العلّامة ، النّسّابة ، ذو الدّعوة المستجابة ، والتّسهيل والإجابة. كان المعتمد يزوره ويعظّمه.
وقال أبو الحسن بن مغيث : كان أبو مروان من بيت خير وفضل ، من مشاهير الموالي بالأندلس. كان جدّهم سراج من موالي بني أميّة ، على ما حكاه أهل النّسب ، إلّا أنّ أبا مروان قال لي غير مرّة أنّه من العرب ، من كلب بن وبرة ، أصابهم سباء (٦).
__________________
(١) سورة الزلزال ، الآية : ٤.
(٢) الصلة ٢ / ٣٦٤.
(٣) في ترتيب المدارك ٤ / ٨١٦.
(٤) عبارة القاضي عياض في (الترتيب) : «إمام الأندلس في وقته في علم لسان العرب وضبط لغاتها وأذكرهم لشوارد أشعارها وأوثقهم في ذلك. وإليه كانت الرحلة من جميع جهات الأندلس».
(٥) وزاد في (الترتيب) : «واحتاج الكثير بعد من شيوخه إلى الأخذ عنه والاستفادة منه».
(٦) جاء في هامش الأصل من كتاب «الصلة» ما نصّه :
«سراج جدّهم الأعلى يتولّى بني أميّة. وهو من خاصّتهم وأهل الجاه فيهم والحظوة عندهم. قال الحافظ أبو علي الطبني : أخرج شيخنا أبو مروان بن سراج محمد ، وأكتبه عبد الرحمن بن معاوية بن سراج في أديم فيه الهؤنة كنسخته : بسم الله الرحمن الرحيم. هذا عهد واحد من عبيد الرحمن بن مطيع يقال له سراج رعاية لنشأته عنده وتحذير له عين (كذا : استكتبه الخدمة ونزع إلى السلم وسبل الجهاد ، وقد أذنت له في الدخول مع خاصة قريش ووسط قلادتهم وجهات عهدي هذا جاريا في عقبه وكل صبيّ في داره من عنقي ... ينزله الآمر بعدي فليمكّن له في أيامه وليبسط له حسنة العينين من دواب الجبال في دولتي. وكتب في رجب سنة أربع وخمسين ومائة». (الصلة ٢ / ٣٦٤ بالحاشية رقم ٢).