قال عبد الحقّ : يعني من السنن الواجبة.
وقال عبد الحقّ أيضاً في هذا الكتاب : رأيت في بعض المسائل التي سئل عنها الشيخ أبو محمّد بن أبي زيد : قيل له في رجل استؤجر بمال ليحجّ به ، وشرطوا عليه الزيارة : لم يستطع تلك السنة أن يزور لعذر منعه من تلك؟
قال : يردّ من الاجرة بقدر مسافة الزيارة.
__________________
إليه والغبطة لمن سارع لذلك وداوم عليه حتى نحا بعضهم في ذلك إلى الوجوب ورفعه عن درجة المباح والمندوب.
لا بدّ أن يحمل هذا الوجوب على الكفائي ـ دون العيني ـ وذلك بعنوان تعظيم الشعائر الإسلامية ، إذ لا ريب أنّ تركها فيه من الجفاء وعدم الاهتمام بالرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ما يتوق له أعداء الإسلام ، ويروّجون له ، ولهذا ترى السلفية اللئام يركّزون عليه ، ويمنعونه ويقبّحونه بشتّى الأشكال والأساليب ، وبكلمة «التوحيد» التي هي حق ، لكن يُراد بها باطل لازدراء بمقام الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وقبره المعظّم.
والمحافظة على كرامة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بالوفود على قبره المعظّم وزيارته والسلام عليه عند قبره بالقصد الخاص من أعظم القرب الدينية والشعائر الإسلامية ، في كل العصور ، وخصوصاً في عصرنا الذي تستولي زمرة الوهابيّة ، عبّاد الامراء والملوك ، وعبيد الدنيا والدولار ، على تلك المشاهد الشريفة والبيوت المرفوعة ، قطع الله شأفتهم ، وأراح البلاد والعباد منهم ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.
وسيأتي بعض هذا في كلام الإمام السبكي المؤلّف في الباب الخامس : في تقرير كون زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قربة.
وسيعيد المصنّف عبارة الصقلي هذا في هذا الباب عند نقل فتوى مالك كراهة لفظ «الزيارة».
والغريب ان ابن عبد الهادي ذكر في الصارم (٣٢٥) النوع الثالث من أنواع زيارة القبور ، قال : فهو زيارتها للدعاء .. إلى أن يقول : وهذا مشروع ، بل فرض على الكفاية متواتر متفق عليه بين المسلمين! لكنّه لم يصرّح هنا باسم زيارة قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بل أطلق ، وهذا من أساليب تلبيس السلفية الأوغاد. وكتب السيّد