الشيخ السديد أبو الحسن عبيد الله بن محمّد بن أحمد البيهقيّ ، أنا جدّي الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقيّ ، أنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسيّ قالا : أخبرنا أبو عمر بن مطر ، حدثنا إبراهيم بن عليّ الذهليّ ، حدثنا يحيى بن يحيى ، أنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن مالك الدار قال : أصاب الناس قحط في زمان عمر بن الخطّاب رضى الله عنه فجاء رجل إلى قبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، استسق الله لُامّتك فإنّهم قد هلكوا.
فأتاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في المنام فقال : «ائت عمر فأقرئه السلام ، وأخبره أنّهم مسقون ، وقل له : عليك الكيس ، الكيس».
فأتى الرجل عمر فأخبره ، فبكى عمر رضى الله عنه ثمّ قال : يا ربّ ما آلو إلّا ما عجزت عنه (١).
ومحلّ الاستشهاد من هذا الأثر طلبه الاستسقاء من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد موته في مدّة البرزخ ، ولا مانع من ذلك ؛ فإنّ دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لربّه تعالى في هذه الحالة غير ممتنع ، وقد وردت الأخبار على ما ذكرنا ، ونذكر طرفاً منه.
وعلمه صلىاللهعليهوآلهوسلم بسؤال من يسأله ورد أيضاً.
ومع هذين الأمرين فلا مانع من أن يسأل الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الاستسقاء ، كما كان يسأل في الدنيا.
__________________
(١) دلائل النبوّة للبيهقي (٧ / ٤٧) وقد أورده ابن أبي شيبة في المصنف (١٢ / ٣١ ـ ٣٢) وابن حجر في الإصابة (٣ / ٤٨٤) والقرطبي في الاستيعاب (٢ / ٤٦٤). وانظر فتح الباري (٢ / ٤٩٥) ، والبداية والنهاية لابن كثير (٧ / ١٠١) ، وجامع المسانيد ـ مسند عمر ـ (١ / ٢٢٣) ، وقد أقر ابن تيمية بثبوته في اقتضاء الصراط له (ص ٣٧٣).
وقد فصل الاستاذ المحمود السعيد الممدوح في رفع المنارة (ص ٢٦٢ ـ ٢٧٨) في الكلام عليه وعلى إسناده ، وردّ في نحر الألباني المتمسلف في تضعيفه ، فراجع.