«الزيارة لقبر النبيّ» ويُناقش في أسانيد جميع الأحاديث والروايات ، حتى يصل إلى النتيجة التي يؤكّد عليها ابن تيمية : إنّها مكذوبة بل موضوعة.
وهذا الادّعاء ، لا بدّ أنّ يحكم فيه صيارفة نقد الحديث وجهابذة علم الجرح والتعديل ، وقد حكموا بأنّ في أحاديث الزيارة المقدّسة ما هو صحيح وحسن ، أيضاً ، وإن كان فيها ما قيل فيه إنه من «قسم الضعيف» إلّا أنّ من «الضعيف» ما يُعمل به ، خصوصاً في المسائل والأحكام الفرعية العمليّة ، والتي عمل الزيارة منها بلا ريب ، وقد عمل بذلك المحدّثون والفقهاء والاصوليون.
فما هذه المخالفات لهم منكم؟!
ثالثاً : يُحاول ـ تبعاً لابن تيمية ـ تعميم النهي في حديث : «لا تجعلوا قبري عيداً ولا تتخذوه وثناً ...» ليكون شاملاً لما يفعله المسلمون الموحّدون عند قبره الشريف من السلام والدعاء والتكريم والتعظيم ، ناسباً جميع أفعال المؤمنين عند القبر إلى الشرك وعبادة القبر ، وما إلى ذلك من الألفاظ المهولة!
ومن الواضح لدى كل مسلم يزور قبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه ممتلئ بالإيمان بالله ورسوله ، والحبّ لهما ، ولا يدعوه إلى المجيء إلى ذلك القبر إلّا محض التوحيد والإيمان ، وامتلائه بالعقيدة الراسخة.
ورابعاً : حديث «لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة ...» وهو عمدة ابن تيميّة وحزبه في منع الحجّاج القاصدين بعد أداء حجّهم إلى زيارة قبر نبيّهم ، وإزعاجهم في مقام النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعند المقصورة الشريفة بالضرب واللعن والتشريك والتكفير والدفش ، والتهديد.
بدعوى : أنّ الحديث يدلّ على حرمة قصد زيارة القبر لمن يسكن بعيداً عنه من البلاد النائية.
وقد انهالت الاعتراضات الإسلاميّة من المذاهب الفقهيّة ، وعلى مستويات