التقاء نفسين وقلبين وروحين ؛ وبتعبير شامل التقاء إنسانين ، تربط بينهما حياة مشتركة ، وآمال مشتركة ، وآلام مشتركة ، ومستقبل مشترك ، يلتقي في الذّرّيّة المرتقبة ، ويتقابل في الجيل الجديد ، الذي ينشأ في العشّ المشترك ، الذي يقوم عليه الوالدان حارسين لا يفترقان».
وقد حظيت تشريعات الأسرة بعناية القرآن والسّنّة ، والفقه الإسلامي والدراسات الإسلامية.
وندرك ، من روح الدين الإسلامي ومن تشريعاته ، رغبته في استقرار الأسرة ، واستمرار الرابطة الزوجية.
«وقد أحاط الإسلام رابطة الزوجية بكل الضمانات التي تكفل استقرارها واستمرارها ، وفي سبيل هذه الغاية يرفعها إلى مرتبة الطاعات ، ويعين على قيامها بمال الدولة للفقراء والفقيرات ، ويفرض الآداب التي تمنع التبرّج والفتنة ، كي تستقرّ العواطف ولا تلتفّ القلوب على هتاف المتبرّجة ؛ ويفرض حد الزنا واحد القذف ، ويجعل للبيوت حرمتها بالاستئذان عليها ، والاستئذان بين أهلها في داخلها».
وفي كتب الصّحاح حشد رائع من الأحاديث النبوية الشريفة تتضمن التوصية بالنساء ، وإحسان معاملتهن ، وتطييب خواطرهنّ ؛ وتجعل طاعة المرأة لزوجها فريضة ، ومحافظتها على بيته وسرّه وأولاده حقّا واجبا ، ورعايتها لما تحت يدها أمانة ؛ وتحثّ الزوجين على تقوية الروابط بينهما ، والتعاون من أجل وحدة الهدف واستبقاء الحياة الزوجية ، وتربية الأبناء والذّرّيّة ، فيقول النبي (ص) : «استوصوا بالنساء خيرا». ويقول عليه الصلاة والسلام : «كلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته. الرجل راع وهو مسؤول عن رعيّته ، والمرأة في بيت زوجها راع وهي مسؤولة عن رعيّتها .. وكلّكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيّته».
الطلاق
نزل القرآن الكريم من عند العليم الخبير ، البصير بالنفوس وطبائعها ، والعواطف وجموحها ، والغرائز وتكوينها ؛ فقد تصاب سفينة الحياة الزوجية ببعض الصّدمات والاضطرابات ، وعندئذ يوصي القرآن الرجل بالتريّث والترقّب ، وعدم اتّباع الهوى ونزوات الغضب.