المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «الطلاق» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة الطلاق بعد سورة الإنسان. ونزلت سورة الإنسان بعد سورة الرحمن ، ونزلت سورة الرحمن فيما بين صلح الحديبية وغزوة تبوك. فيكون نزول سورة الطلاق في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أوّلها : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) [الآية ١] وتبلغ آياتها اثنتي عشرة آية.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السّورة بيان أحكام الطلاق والعدّة ، وكان المشركون يأخذون في ذلك بشرائع جائرة في حقّ النّساء ، فنزلت هذه السّورة بإنصافهنّ في طلاقهنّ وعدّتهنّ ، وتحذير المشركين من الإصرار على شرائعهم الجائرة في هذا وغيره ؛ وبهذا يكون سياق هذه السّورة قريبا من سياق السّور السّابقة ، وتظهر المناسبة في ذكرها بعد سورة التغابن.
حكم الطلاق والعدة
الآيات [١ ـ ١٢]
قال الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.